أصبح الهدف الرئيسي لتدمير الشعوب، تدمير العقول، وأصبحت حروب المخدرات حول العالم علنية، فهي الأفتك للشعوب، وتعطيلاً لقدراتهم.. فإيجاد مجتمع مريض متهالك، يحتاج فقط إلى الوصول لوسيلة شيطانية إغرائية تُزيِّن الصنف والنوع للشباب، خاصة بسن المراهقة، واصطيادهم لأوكار وأنواع المخدرات.
يأتي تجار المخدرات حول العالم - وهم أدوات للمنظمات الدولية - بما يفتك بالعقل سريعاً، أو بما لا يمكن الاستغناء عنه بعد استخدامه حتى الموت.
فمثلاً، بعد عمليات الإزالة لبعض الأحياء العشوائية بمدينة جدة، تم الإفصاح عن أشياءٍ مدمرة، كانت تُدار داخل بعض هذه الأماكن، ولعل أخطر ما تم الكشف عنه هو مادة (الشبو)، وهو مخدر اصطناعي، ليس له أصل نباتي، يتم صنعه باستخدام مادة الميثامفيتامين، ولها تأثير كبير على الجهاز العصبي، ويقول عنها المختصين إنها مادة مدمرة، ولا يُمكن لمُتعاطيها - ولو لمرة واحدة - أن يُعالَج منها، فتصبح طريقه للموت، وتجعله يتحوَّل لوحشٍ قاتل لمن حوله.
والغريب أن هذا الوحش المدمِّر «الشبو»، يمكن تصنيعه عبر مواد اصطناعية داخلياً، وهنا مكمن الخطورة، رغم أن الجهات الأمنية المختصة، وعلى رأسها مكافحة المخدرات، يعملون ويُراقبون ليلاً ونهاراً أوكار هؤلاء المجرمين.
«الشبو» داءٌ قاتل، نتمنى تطبيق أقصى العقوبات على من يُصنِّعه، فهو قاتل للنفس، وتنطبق عليه الآية الكريمة: (مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا).
وفي ظل انتشار أنواع المعسلات في المقاهي، وهي إحدى وسائل إيصال مادة الشبو عبر تدخين الأرجيلة، هناك تكثيف للرقابة على هذه الأماكن، ونتمنى التكثيف الإعلامي عبر جميع المنصات، لتوجيه حملة إعلامية تحذيرية من المخدرات عموماً، وهذا الداء الجديد الذي لا شفاء منه خصوصاً.
خاتمة:
إن رجال مكافحة المخدرات - وعلى رأسهم مدير المكافحة اللواء محمد بن سعيد القرني ومساعديه - يبذلون جهَودا كبيرة ومتواصلة للقضاء على جرائم الترويج والتهريب، وهناك إنجازات يومية وأسبوعية نتابعها عبر الموقع الرسمي للمكافحة بتويتر، يؤكد حجم العين الساهرة لحماية عقول شبابنا من آفة «المخدرات».. ويجب على المواطن أن يكون مكمِّلاً، وعيناً تُبلِّغ في حالة وجود أي اشتباه، فربما بلاغ يُنقذ حياة، أو وطن بأكمله.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
