Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
نبيلة حسني محجوب

من رقص نقص..!

A A
كم أجرمت هذه العبارة التي عنونتُ بها المقالة، وكم جنت على الفتيات والنساء في مجتمعنا قديماً، وربما لا زال تأثيرها السلبي معششاً في عقول الكثيرين والكثيرات، بينما هي بريئة من هذا المعنى السلبي، الذي جعل من أجسادنا قوالب جامدة، وعظامنا هشَّة، ومفاصلنا بحاجة إلى الإصلاح والتغيير!.

فمَن رقص نقص في الحقيقة، لكن النقص لا يمسّ القيمة الإنسانية ولا الاجتماعية، ولا يُقلِّل من احترام الشخص، بل نقص يُمثِّل حلماً للجميع، فالجميع يبحث عن وسيلة لإنقاص الوزن، أي أن الرقص يُنقِص الدهون المتراكمة في الجسد، والتكلُّسات التي يمكن أن تُعيق الحركة، ويُحقِّق حلم الجميع؛ دون التعرُّض لمخاطر الأدوية، أو الجراحة، وغيرها من وسائل إنقاص الوزن.

الموضوع في مجلة «ليالينا» عن: «فوائد وأنواع الرقص لإنقاص الوزن»، يُؤكِّد بأن الرقص له نتائج رائعة لإنقاص الوزن؛ فإذا كان الفهم الخاطئ لهذه العبارة: «من رقص نقص»، هو المذنب الحقيقي، وهو المسؤول عن كل معاناتنا مع العظام، فمعظم النساء السعوديات بمفاصل صناعية، أو لديهن مشكلات أخرى، نتيجة قلة الحركة، كذلك كثير من الرجال، لأننا لا زلنا ننظر إلى مَن يرقص في المناسبات الخاصة أو العامة، نظرة استهانة وانتقاص من قدرهِ ومكانتهِ، مع أن الرقص ممارسة تُقوِّي الجسد، وتُصلح النفسية، أو تعدل المزاج.

إذن الفهم الخاطئ لبعض العبارات، أو الحِكَم والأمثال، ربما يكون مردوده السلبي كبيراً على أجيالٍ عديدة، تربَّت على الحذر من مغبة الوقوع في خطأ الخطأ، تلك هي الإشكالية، مع أن عبارة: «في الحركة بركة»، موجودة في ثقافتنا، لكن هذه الحركة لا تعني الرقص بأي شكلٍ من أشكاله!.

أؤكِّد أن هذا المعنى السلبي لا يزال سارياً في الأذهان، بدليل أن من يهرع إلى المشاركة بالرقص في المناسبات المختلفة، خصوصاً كبار السن، تسمع العجب العجاب ممَّن يُمثِّلون المُشاهدين السلبيين، الذين ينتقدون رقص هذه، وحركة تلك، لكن لا تسلم من نقدهم واستهزائهم؛ تلك السيدة التي شعرت بأن المشاركة بالرقص في حفلٍ أو مناسبة -محض- نسائية، هي مشاركة في الفرحة، حتى لو كانت لا تُجيد الرقص،

فالطبيعي والمفروض أنها لا تُجيد الرقص على وحدة ونص، فهي ليست محترفة، أي ليست راقصة، هي تتحرَّك لتنفض عن جسدها أرتال الهموم والمشكلات الحياتية، وتشعر بنفسها حرَّة طليقة، تمنح جسدها للنغمات الموسيقية دون استعراض أو ادعاء بأنها بارعة، فقط أنها تعيش اللحظة كما يقولون: «عيش اللحظة»، لكنهم يستنكرون تلك المعايشة للحظة الفرح!.

تعريف الرقص حسب «ليالينا»: «هو شكل من أشكال التعبير والفن بالنسبة للبعض. ولكن قد يمنحك أيضاً نتائج رائعة في إنقاص الوزن، فمع استمرار تحريك الجسم، واختيار الرقص لفقدان الوزن، يمكن أن يُساعدك في تحقيق هدفك في وقتٍ أقرب مما تعتقد.. إذا كنتَ ترقص من أجل إنقاص الوزن، فلن تحتاج إلى الحركات المعقَّدة.. كما يفعل الراقص المحترف».

من وجهة نظري بأن: «من رقص نقص»، استخدمت بشكلٍ خاطئ أجيالاً عديدة، مع أنها تعني ببساطة، أن من رقص انخفض وزنه، بدلاً من تسليم جسده للمشارط، والدخول في دوامة عمليات إنقاص الوزن، التي تأتي بنتائج سريعة، لكنها على المدى الطويل تستعيد الأجساد شحومها، وتعود ريما لعادتها القديمة، وربما تحاول إجراء جراحة ثانية وثالثة لإنقاص الوزن. بينما الأمر بسيط جداً، ارقص، ارقص بمناسبة وبدون مناسبة، في كل حالاتك، لا تخجل، لأنك لا تُجيد الرقص مثل الراقصين والراقصات، فأنتَ لستَ راقصاً، وأنتِ لستِ راقصة، بل إنسان، إنسانة، يُفرِح وتُفرِحي الجسد بالرقص، فيتخلَّص من أحماله، من شحومٍ وهموم!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store