Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

التهيئة السليمة ... مطلب حتمي لمشاريعنا

لعل من نافلة القول إن فشل بعض المشاريع التنموية المنفّذة ، وعدم تحقيقها لأهدافها المرسومة – إن كانت مرسومة – يعود إلى سوء التخطيط وعدم قيامها على دراسات علمية حددت نتائجها سلفاً الحاجة الفعلية منها

A A

لعل من نافلة القول إن فشل بعض المشاريع التنموية المنفّذة ، وعدم تحقيقها لأهدافها المرسومة – إن كانت مرسومة – يعود إلى سوء التخطيط وعدم قيامها على دراسات علمية حددت نتائجها سلفاً الحاجة الفعلية منها ، مما إنعكس سلباً على إحداث التضارب بينها على أرض الواقع سواءً على مستوى المؤسسة ذاتها ، أو بينها وبين المؤسسات الأخرى . هذا يعني أن تلك المشاريع تخضع لقناعات شخصية ، بل مُحفّزها الكبير لاستمرار بقائها هو ارتباطها بأسماء أشخاص – إن بقوا بقيت وإن ذهبوا ذهبت- .ويتبع هذه الإشكالية إذا تجاوزناها استناداً إلى القاعدة التي تقول : مكرهاً أخاك لا بطل ؛ عدم اهتمام القائمين على تنفيذ هذه المشاريع بالتهيئة الكفيلة بتحقيق أدنى درجات النجاح سواءً أكانت إعلامية لتعريف الرأي العام إلى ما تسعى إلى تحقيقه ، أم تدريبية لتأهيل العاملين فيه ، أم توفير مستلزمات تنفيذه الأساسية .واستناداً لمدلول المثل الشعبي القائل : إللي هذا أوله .. ينعاف تاليه ، فإن تقويم مثل هذه المشاريع والوقوف على مدى الاستمرار من عدمه خطوة بعيدة المنال نتيجة لعدم وضوح رؤية المشروع من الأساس ؛ إضافة إلى عدم توافر وسائل ومعايير مقننة لتطبيق التقويم في مختلف مراحل المشروع ، مما أدى إلى بروز تقارير مُمكيجة محتواها إيجابي تُرضي متبني المشروع ، ونتائجها سلبية ضحيتها الفئة المستهدفة من المشروع . إن الاستمرار في ممارسة هذه الأساليب غير الحضارية ـ قطعاً ـ يمثل هدراً للوقت والجهد والمال ، في الوقت الذي لو وجه هذا الثالوث المُهدر إلى مجالات أخرى لكانت نتائجها ملامسة للواقع ومحققة للطموحات. إننا عند نقد استخدام مثل هذه الوسائل في تنفيذ المشاريع لا يعني بأي حال من الأحوال التجريح لمن يتبناها بقدر ما نسعى إلى تحجيم الاستمرار في ممارستها مستقبلاً حفاظاً على تركيبة المجتمع من تحولها إلى ميدان تجارب نتيجة بعض المشاريع المطبقة دون جدوى تذكر منها ، ناهيك عن عدم قيامها على منهجية علمية تمنحنا الطمأنينة تجاه نتائجها المتوقعة. لذا أرى أنه يجب علينا الأخذ في الاعتبار الوسائل التالية عند التفكير في تطبيق أي مشروع:1- توفير بيانات كافية وصحيحة يقوم عليها التخطيط للمشروع . 2-أن يلبي المشروع حاجة فعلية تمس شريحة كبيرة من أفراد المجتمع .3- أن يؤخذ وجهة نظر الفئة المستهدفة من المشروع قبل تنفيذه ، بهدف توافر تغذية راجعة لأخذها بعين الاعتبار لتخفيف وقوع الأخطاء المحتملة مستقبلاً .4- تصميم برامج إعلامية وتوعوية تعريفية للمشروع .5- عقد دورات تدريبية لتأهيل الكوادر البشرية المزمع قيامها بالتنفيذ .6- توفير جميع مستلزمات واحتياجات المشروع قبل الشروع في تنفيذه .7- التنسيق بين الجهات ذات العلاقة لتوفير بيئة صالحة للعمل.8- إعداد نظام فعّال لتسهيل عملية الاتصال بين مكونات المشروع .9- الاهتمام بالتقويم البنائي – المرحلي - لرصد السلبيات ومعالجتها ، والوقوف على الإيجابيات وتعزيزها .Zaer21@gmail.com

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store