Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

الخضروات والفاكهة.. ومثلث التلاعب بالأسعار!!

A A
يواجه المُستهلِك الذي يشتري الخضروات والفاكهة المزروعة محلياً مثلثاً غريب الأطوار، يُشبه مثلّث برمودا في غرابته، وله بالطبع ثلاثة رؤوس، شأنه شأن كلّ مثلّث في الرياضيات أو الفيزياء، فما قصّته يا تُرى؟.

حسناً، هاكم قصّته:

رأس المُثلّث الأول هو المُزارِع السعودي الذي يشقى في مزرعته، يحرثها وينتظر حصادها على أحرّ من الجمر، ويجلب منتجاتها كلّ يوم بعربته المتواضعة لحلقة الخضروات والفاكهة من مكانٍ بعيد، ويعلم الله ما يتحمّله من مشقّة ومال من أجل ذلك، ويبيعها بالجُملة لتُجّار الحلقة الذين معظمهم من الأجانب وربّما هم من المُتستّر عليهم، بأبخس الأسعار ممّا لا يصدّقها أحد، وإن لم تصدّقوني؛ فتابعوا مزادات الحلقة التي تجري بُكْرة كلّ يوم، بدلاً من النوم الهانئ على الفراش الوثير.

ورأس المُثلّث الثاني هم تُجّار الحلقة الذين يبيعونها بالمُفرّق بأسعار متضاعفة بنسب كثيرة، ولا قانون للرفع ولا ضبط له ولا سيطرة عليه، ومن هنا تبدأ رحلة التلاعب بالأسعار.

والرأس الثالث هو مكمن القصيد، وهو محلّات البقالة والسوبر ماركت، إذ تشطح بعيداً، وتستغلّ الفرصة كاملةً، بأن ترفع نسب أرباحها.. ليس فوق سعر الشراء من المُزارِع «الغلبان»، بل فوق سعر الحلقة بنسب كثيرة، وكلّ ذلك على حساب المُستهلِك العادي الذي يشكو من ارتفاع الأسعار، ولكن لا يعلم أنّ ذلك من صُنْع البشر، وبتفنّن منهم وإتقان، وأنانية وجشع ليس لهما حُسْبان، ودون أيّ حسيب أو رقيب.

وهنا أدرك شهرزاد الصباح، وختمت كلامها المُباح، بأنّنا نحتاج لمراقبة ألصق ومتابعة أشدّ لأسواق الخضروات والفاكهة، بصفتها أهمّ المواد الغذائية، وأبرز عناصر الأمن الغذائي، وإنصاف المُزارِع السعودي، وتحريرها من التلاعب بالأسعار الذي يحصل حال تفريغها في الحلقة، ومعاقبة المتلاعبين، وتوطين مهنها، وهذا هو الحدّ الأدنى والمطلوب لضبط الأسعار التي صارت كشرر النار.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store