Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م.سعيد الفرحة الغامدي

النووي وحوار الطرشان في فيينا..!

A A
من بداية عهد الخميني وإيران لديها رؤية تسير في تنفيذها بأسلوب ممنهج.. تصدير الثورة إلى دول الجوار والتمرد على النظام الدولي مثلما هو الحال مع منظمة الطاقة النووية برغم توقيعها على معاهدة NPT لمنع انتشار أسلحة الدمار الشامل، والدول الغربية التي أسقطت الشاه وسلمت إيران للخميني على علم بكل ما تفعله إيران ولكنها تغض الطرف إلا فيما يمس إسرائيل. إبرام اتفاق 5+1 في عهد الرئيس باراك أوباما ونائبه جو بايدن كان مجرد تمهيد للطريق لتصبح إيران دولة نووية ومن يعتقد خلاف ذلك جانبه الصواب في فهم السياسة الدولية.. وبعد مجيء الرئيس ترامب نفذ وعده الانتخابي بسحب أمريكا من الاتفاقية بطريقة عشوائية وبدون تنسيق محكم مع المنظمة الدولية ومع الدول 5+1 التي أصبح البعض منها متعاطفًا مع إيران نكاية في السياسة الأمريكية، وإيران أثبتت أنها مفاوض يعرف كيف يوظف الوقت لصالحه.

وهنا لابد من الإفصاح بأن سياسة أمريكا مع النووي الإيراني فاشلة.. حيث أبرمت اتفاقًا ملغمًا بثغرات خطيرة مآله الفشل وانسحبت منه والآن تريد العودة له وفي نفس الوقت تهدد وتعد بأنها لن تسمح لإيران بأن تصبح دولة نووية وإيران تعمل في وضح النهار على تطوير قدرات التخصيب لليورانيوم حتى أصبحت تمتلك ما يمكنها من إعلان نفسها دولة نووية، والكل يعلم ماذا يعني ذلك لمنطقة الخليج العربي والدول العربية الأخرى والسلم العالمي، كما أن ذلك يعني بالتحديد انتهاء معاهدة NPT لمنع انتشار أسلحة الدمار الشامل ويتبع ذلك سباق تسلح نووي في منطقة الشرق الأوسط وأمريكا وحدها التي سمحت بتدهور الوضع إلى ما هو عليه وهي المسؤولة عن ذلك.

وفي عدد من المقالات السابقة أوضح عدد من الكتاب أن الخيار الأوحد أمام الدول العربية والسعودية على وجه الخصوص هو امتلاك قدرات ردع نووية لأن إيران حتمًا ستصبح دولة نووية وستستمر في مشروع تصدير الثورة والوعود الأمريكية غير مضمونة كحليف موثوق عند اللزوم خاصة في ظل التغيرات والأزمات التي تعيشها مع روسيا والصين وكوريا الشمالية بسبب سياستها الدولية المتقلبة والمتذبذبة منها تسليم العراق لإيران والانسحاب المهين من أفغانستان وتمكين روسيا وإيران وتركيا في سوريا، فإيران وإسرائيل وجهان لعملة واحدة بالنسبة لأمن المنطقة، وصمام الأمان الوحيد لدول مجلس التعاون العربي امتلاك سلاح ردع الذي ثبتت فعاليته بين الهند وباكستان لأن إيران في الواقع لا تملك إلا سياسة عبثية متشبثة بولاية الفقيه ودعم الإرهاب وحوار الطرشان في المحافل الدولية ومتى ما امتلكت قدرات نووية ستستمر في تمويل المليشيات الإرهابية واستخدام القوة ضد دول جوارها العربي وتهديد السلم العالمي.. فالخمينية مثل النازية لديها رؤية ولكنها عدوانية وفي نهاية المطاف ومآلها الفشل..!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store