Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م.سعيد الفرحة الغامدي

خطة الإصلاح في جدة تفوق التصور

A A
من نعم الله على السعودية أن يسر لها قيادة رشيدة وشعبًا مسالمًا، مشهد الأحياء التي تمت إزالتها في مدينة جدة ينبيء عن أن الخطة طموحة وجبارة في الشكل والمضمون وأن التكاليف والفترة الزمنية ستكون بحجم المشهد والإصلاح المرتقب.. سرعة الهدم يتم بعدها إزالة الدمار حتى يبدأ التخطيط والعمل لوضع الأساس للبنية التحتية.. والمأمول أن يكون المنجز في مستوى أحدث ما وصل إليه علم التخطيط العمراني في العالم من حيث التسهيل والمرونة للصيانة والتشغيل مستقبلاً.

رسم الخرائط أصبح سهلاً وسريعاً بفضل وسائل التقنية الحديثة.. جودة التنفيذ وسرعة الإنجاز تعتمد على حسن الاختيار الأمثل للشركات التي سيرسى عليها المشروع والاعتمادات المالية مفترض أنها ستكون متوفرة.. والسؤال هل سيكون التنفيذ على مراحل أم أن الخطة من البداية حتى النهاية سيتم تنفيذها في وقت واحد؟ وهل سيحتفَظ بأسماء الأحياء والشوارع كما كانت أم أن الأسماء القديمة ستختفي مع إزالة ركام الهدم؟ وعن الطراز المعماري.. كيف سيتم اختياره وعن أي فلسفة ومرحلة معمارية سيعبر.. إسلامي أصيل.. أم أن الحداثة ستكون سماته الصارخة؟ وهل يستطيع المخرج التوفيق بين الأصالة والمعاصرة خاصة وأن جدة بوابة الحرمين الشريفين وعروس البحر الأحمر لها تاريخ عريق موثق في متون ذاكرة التاريخ.. وهل سيكون هناك أحياء حسب طبقات المجتمع عالٍ ومتوسط ومحدود الدخل؟ وهل سيكون المنتج متاحًا للجميع ومن سيحدد الأسعار الدولة أم السوق الحرة؟

علينا ألا نستغرب طرح هذه الأسئلة في هذا الوقت لأنها الشغل الشاغل للمجتمع خاصة الذين خرجوا من منازلهم على أمل العودة لأفضل منها.. توزيع المرافق العامة مثل المدارس والمساجد والمصحات والجامعات ومرافق الأمن والسلامة.. ومرافق حافلات النقل والمترو.. وغيرها محل اهتمام المجتمع.. الإزالة تتم بسرعة ولكن البناء سيأخذ وقت طويل والانتظار صعب عندما يشاهد المواطن اختفاء ما يقارب من نصف مدينته الحبيبة.. جدة عروس البحر والعاصمة الاقتصادية ومنبر الحداثة والأصالة التاريخية تغنى بها الشعراء والمؤرخون والمستشرقون عبر حقب الزمن ولازالت مقصد الفضول وشد الأنظار لعشاق البحر حين ساعات الغروب الساحرة.. الانتظار عندما يكون مبنيًا على رؤية يكون له مبرر مواكب لمراحل التنفيذ حتى يكون المجتمع شريكًا وشاهدًا على تاريخ التحول ويكون لأهل الرأي دور لا يغيب عن المشهد لأن جدة غير، يتجلى حبها في شعر أحد أبنائها المرحوم حمزة شحاته فيقول:

«النهى بين شاطئيك غريق

والهوى فيك حالم ما يفيق

ورؤى الحب في رحابك شتى

يستفز الأسير منها الطليق

إيه يا فتنة الحياة لصب

عهده في هواك عهد وثيق

ويذوب الجمال في لهب الحب

إذا آب وهو فيك غريق»

وفي الختام إن ملحمة التغيير والتطوير المرتقبة في مدينة جدة في عهد خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين محمد بن سلمان -حفظهم الله- ستكون معلمًا حضاريًا جديدًا يبهر جمالها أهلها والزوار والمعتمرين من أقطار العالم وهذا غاية المتمني.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store