Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. عادل خميس الزهراني

ملتقى الأدباء في طائف الأدب.. أسرار يعرفها الجميع

A A
قضينا عطلة الأسبوع الماضي في الطائف، ولعل هذا يكفي؛ فاتنة الغيم جمعتنا تحت ظلالها، رحبت بنا، نحن الذين حضرنا من مختلف مدن المملكة شمالاً وشرقاً، جنوباً وغرباً، وبثّت في أرواحنا عبقها الساحر.. كانت المناسبة كما تعلمون جميعاً ملتقى الأدباء الذي بدأ يتحول إلى تقليد ثقافي وأدبي مهم، تحرص هيئة الأدب والنشر والترجمة على تنظيمه بشكل سنوي لأنه يوفر فرصة مناسبة ليلتقي الأدباء والأديبات من كافة مناطق المملكة ببعضهم، وبالمهتمين والمهتمات بصناعة الأدب والنشر والكتابة في مختلف الأجناس الأدبية.

هذا العام كان التنظيم مشتركاً بين الهيئة وأكاديمية الشعر العربي بجامعة الطائف، هذه المؤسسة الفتية النشطة التي أضحت واحدة من أهم الجهات المؤثرة في ثقافة المملكة، بتفردها، وحسن تنظيمها، وحرصها على أن تكون مظلة للشعر والشعراء في المملكة العربية السعودية وفي الوطن العربي كافة، في الافتتاح قدّم مدير الأكاديمية كلمة من القلب، مؤثثة بالشعرية وصدق الطوية، وقفنا لها مصفقين وهاتفين، وفي الختام وجّه د. منصور مريسي الحارثي كلمته لشباب وشابات الأكاديمية والهيئة الذين كانوا بحق علامة فارقة في الملتقى، مشاعلَ أضاءت جنبات الملتقى، ووفرت كل ما يحتاجه الضيوف.. بالنسبة لي كان تعرفي على عدد من شباب وشابات التنظيم مكسباً من أهم مكاسب الملتقى.

ولعلي لاحظت سابقاً أن صناعة الأدب قد غدت مزدهرة في هذا الجزء من العالم العربي، كما لاحظت حرص المؤسسات الرسمية في الخليج العربي وفي المملكة العربية السعودية على الاهتمام بعالم الأدب وعالم النشر، لأن الأدب كما قلنا نافذة ثقافية مهمة على العالم، وأجد أيضاً أن المؤسسات الخاصة أصبحت نوعاً ما تهتم بهذه الصناعة، وقد شاركنا الملتقى عدد من دور النشر والوكلاء الأدبيين والمترجمين ووغيرهم ممن يجذبهم الأدب إلى عوالمه، إحدى مفاجآت الملتقى في رأيي كانت في اكتشاف مواهب أدبية دفينة لدى رئيس جامعة الطائف الدكتور يوسف عسيري الذي كان حريصاً على الحضور والمشاركة في الجلسات والتكريم. الدكتور يوسف محب للأدب والأدباء، بقلب أخضر، وابتسامة مشرقة، وهناك إشاعات تقول إنه أديب كذلك، يكتب الشعر والقصة وربما السيرة الذاتية. ستتكفل الأيام بتصديق هذه الإشاعات ربما، لقد ترك حضور الدكتور مذاقاً حلواً لدى حضور الملتقى.

وجدت نفسي مع شاعرنا عبدالوهاب أبوزيد في قاعة القهوة؛ تسللت كعادتي من إحدى الجلسات مستنجداً بالفاتنة السمراء، لأجد أبوزيد قد سبقني لاحتضانها. أعني القهوة السمراء طبعاً، وكان حديثنا شيقاً أخاذاً لم نشعر بالوقت، ولا بكل من حولنا، ونحن نتحدث عن جوهر الشعر، وعما يفعله فينا شعراءً ومتلقين، كم لبثنا؟ الله أعلم، ما أتذكره هو حضور د. عبدالله السفياني، لينضم لنا ولأحاديثنا الشيقة. الدكتور السفياني، تعرفونه طبعاً، رمز من رموز الثقافة في الوطن، كان خلف موسوعة أدب العالمية، تلك المنارة العظيمة في محيط الثقافة العربية، السفياني هو نور المنارة المضيء ونجمها الوضيء.. اختطفنا ليلةً، وليته لم يطلق سراحنا؛ جمعنا في ليلة طائفية حافلة بالشعر، والرقص والضحك، والضيافة العربية الأصيلة.. وجدت نفسي مع الصديق والصحفي المثقف علي فايع نستعيد أياماً وذكريات في عالم الجامعة والصحافة.

كان الملتقى فرصة حقيقية للقاء نخبة من الزملاء والزميلات في التخصص، للخروج بمجموعة من الأفكار الإبداعية والثقافية التي تقدم للوسط الثقافي والأجيال الأدبية في المستقبل نموذجاً للحوار ومشاريع تفيدهم وتفيد الوطن، وذلك كله عبر النقاش، وطرح الأفكار، والحوار، والاختلاف.

أعتقد أني دافعت عن النقد كثيراً، وعن أشياء أخرى، لقد تحملني مديرا الجلسات بأدب جم، أعني هنا عهود اليامي وعبدالرحمن البشري، وقد كانا من نجوم الملتقى دون شك، حرصت أن أشكرهما على جنب، كما حرصت على أن أستوضح من عبدالرحمن السيد لماذا اعتمد الترجمة على البحور الشعرية العربية، ومن الدكتور أشرف فقيه عن التحوّل الدرامي (الدموي) في روايته (المخوزق)، وقد أجابني إجابة مقنعة بالابتسامة الأخاذة ذاتها، كان الملتقى فرصة ذهبية كما قلت، للحصول على عدد من الإجابات عن أسئلة شغلت ذهني طويلاً، لكنّ عُمْرَ حسن الزهراني، رمزِنا الشعري العتيق، لا يزال سراً من الأسرار التي لم يجب عنها الملتقى.. ولم يجب عنها صاحبي حسن!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store