Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد بشير كردي

لواقع أفضل

A A
وبعد الصبر على التعليم عن بعد، وما يصاحبه من انعزال وملل، عادت مدارس مملكتنا لفتح أبوابها مستقبلة ستة ملايين ومئة وسبعة وثمانين ألف طالب وطالبة.. وبذا، تعود الحياة إلى سالف عهدها.

يوم استقبالهم الجديد هذا، تميَز كسابق العهد، بالأمن والسلامة بعد ما يزيد على سنتين، تحكمت بنا فيها الكورونا ومضاعفاتها.. لكن بفضل الله، ورشاد قيادتنا، وحكمة أولياء تصـريف أمورنا، وما تمَّ اتخاذه من إجراءات صحية وقائية، وبالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية منظومة الأمم المتحدة، قضي على هذا الوباء الفتَّاك.

في هذا اليوم وساعة فجره الأولى، وبعد الصلاة، تدقُّ ساعة البدء بالعمل معلنة عودة الحياة إلى ما كانت عليه قبل الكورونا.. داعية ربَّات البيوت كلًّا للقيام بإعداد وجبة الفطور لأفراد الأُسرة، وتهيئة مَن في سن بدء الدراسة من أطفالها، وترتيب شنطهم المحمولة، وفيها ما يلزم من كرَّاسات وقرطاسيَّة ليصحبهم الوالد أو أحد الإخوة الأكبر سنًّا إلى المدارس وسط ازدحام المرور حتَّى قد يصل السائرون على الأقدام وجهتهم قبل السيَّارات.

وأمَّا في جدَّة، ووجود المدارس في أحياء جهاتها الأربع، والدراسة متزامنة.. ولذا، تنقلب الشوارع إلى ميدان سباق فوضوي وما يسبِّبه من تلف أعصاب وضيق صدر... ليباشر ربُّ الأسرة عمله وهو مرهقٌ، وطوال الوقت فكره لا يغيب عن موعد الخروج من المدراس، ومواجهة فوضى سير أشدّ منها في الصباح.

وبرجوع الطلبة إلى منازلهم، تجري ربَّات البيوت كشفًا على شنط الأطفال للتأكُّد ممَّا بها كاملة، ثمَّ إعداد وجبة العشاء، ومراجعة المقرَّر من واجبات، ومساعدة الأطفال في إنجازها... وهكذا كلَّ صباح ومساء.

قبل ساعة الهجوع، قد يدور في خلد الوالدين تصُّور مستقبل قادم في (تنمية 2030)، وكما هو بعون الله مخطَّط، ستنتشر مدارس للبنين والبنات في كل أحياء المدينة، ولمختلف مراحل التعليم من حضانة أطفال وروضة، وابتدائي ومتوسطة وثانوية في مبان متقاربة من بعضها، ولكل مدرسة ملاعبها الرياضية، يصلها الطالب والطالبة سيرًا على الأقدام.. ويعود لطرق السيارات انسيابها كسابق عهدها في عطلات المدارس، ويغيب عن أولياء الأمور تلف الأعصاب وضيق الصدور.. ولأن عهد قادتنا -كما خبرناه حقٌّ وأكيدٌ، ليس لدينا أدنى شكٍّ بأنَّ القادم الأفضل قاب بعض وقت، وننعم به.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store