Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د.ساري بن محمد الزهراني

التغيير .. المفهوم والاستيعاب

سديم

A A
أتصحو بل فؤادُكَ غيرُ صاحِ

عشــيَّةَ هـمَّ صـحـبُكَ بالرَواحِ

فإذا كنتُ لا أعرف سببًا وجيهًا لورود بيت جرير في مطلع هذه المقالة؛ فإنّني، كذلك لا أعرف سببًا معقولاً، ولا دافعًا مقبولاً لما نراه من تنافس محموم ما بين بعض الأندية الأدبية (الثقافية)، و(بعض) فروع جمعيات (الثقافة) والفنون في طرح (العناوين) وإعادة اجترارها؟!

ليس من المستحسن إعادة ما سبق أن قلت به حول سقوط الأندية الأدبية (الثقافية)؛ لأنّ اليوم الذي يمرّ عليها، يثبت بالدليل القاطع عن سقوطها؛ فضلاً عن إفلاسها!

سقوطها؛ لأنّها تأبى أن تخرج من دائرتها التقليدية في إدارتها، وعملها، وبرامجها!

وإفلاسها؛ لأنّها لا تزال تسير -مع الأسف- على خط من التقليد الآلي الذي لا تمييز فيه ولا اختيار!

كنت أتمنّى أن تستوعب بعض الأندية الأدبية الدرس بالخروج من هذه النمطية (تقليدًا ومحاكاةً)، وقد اجتمع فيما تروم إلى (إشاعته) عارضتان، هما: بلادة الحس، وضعف المعالجة، مصحوبتان بفقر بَيِّن للنهوض على الوجه الصحيح، والغاية المرجوّة بمطالب الأدب والثقافة.

تظن بعض الأندية -مثلاً- أنّ عقد لقاء= دردشة عن (المسرح)، قد أقامت به مسرحًا.. وقد تظن أنّ الحديث عن التراث، أنّها قد أبانت عن حيويته وكشفت عن مكنونه، وقس على ذلك ما تطرحه من (عناوين)، وما تستضيف من شخصيات، وهذا -وأيم الله- هو العبث الذي لا يعلو بالمتلقي أكثر من زيادة أميّة.

إنّ من (الخذلان) في فهم الأدب وسائر الفنون ما تحاول بعض الأندية الأدبية اعتباره حركة تغيير، وهو في حقيقته لا يتجاوز حب التغيير الذي أقلّ ما يمكن أن يوصف به على أنّه أشبه بعالم الموضات والأزياء والجدائل العارضة، ولا علاقة له بحركة التغيير في جوهره ولبابه.

علينا أن نعي أنّنا لن نرتقي في تقدير الأدب والثقافة وسائر الفنون الإنسانية؛ إلاّ كلّما ارتقينا في تقدير العلم بوظيفة تلك الفنون في مقاييس النقد حينما ننفذ إلى أسرارها في الصّميم، وليس بتكرار العناوين وتكثيرها بالحضور الباهت، مع ما يلازمها من ضعف المعالجة وسطحية الطرح!!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store