لا شك أن للتقارب بين الأديان فوائد عظيمة أهمها: انتهاء الصراعات والحروب، والعصبية والقبلية، والحقد والحسد، وانتشار الفوضى وعمليات الانتقام بين شعوب الأرض، وبالتعاون والحوار، والتعاضد والتجانس، والتعايش بين الأديان وأتباع الأديان، تنجلي غيوم الكُره والبغضاء، والتربص بين سكان المعمورة.
في حوار أتباع الأديان، تنطلق مفاهيم عدة ومبادئ وقيم، لو حقق الإنسان جزءًا بسيطًا منها لعم الأمن والسلام، وراحة البال والطمأنينة لشعوب الأرض.
في زمن الراحل -غفر الله له ولوالديه- الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- انطلقت فكرة الحوار بين أتباع الأديان، واستمرت سنوات طويلة ولا زالت، وأصبح هناك مقر لها، وتستضيف بلدان عددًا من المؤتمرات واللقاءات، ومنها «كازاخستان»، تلك الدولة الإسلامية العريقة التي تحتضن كل ثلاث سنوات المؤتمر العالمي لحوار الأديان، ومنها تنطلق الأفكار للسلام والأمن، ومن قلب عاصمتها تنطلق المراجعات والحوارات في ثقافات مختلفة بين شعوب الأرض من مختلف الديانات، لتكون طاولة الحوار هدفهم، والنقاشات حول «الاختلافات»، لا «الخلافات»، ومنها تتبدد المخاوف ويعم الرخاء، وتكون العقول في مأمن من الغدر والخيانة.
في «كازاخستان»، سيكون هناك في منتصف الشهر الجاري مؤتمر حوار للأديان، يحضره عشرات المفكرين والعلماء من مختلف أرجاء المعمورة، و»للمملكة» دور كبير -كعادتها- في الحضور والدعم والمؤازرة. في الماضي، وحينما زار الملك عبدالله -رحمه الله- الفاتيكان، كتبت الصحف العالمية حول هذه الزيارة، فكانت انطلاقة للحوار بين أتباع الأديان ومنطلقاً للسلام، ليعم الأمن والاستقرار شعوب الأرض، وكان هذا هو الهدف الأسمى منها، وانتشرت من وقتها اللقاءات والحوارات، فكتب العقلاء من كافة الأطراف كُتبًا ومقالات حول الحوار والتعايش، واحترام الآخرين، وكتبتُ كتاباً حول هذا الموضوع.
إذاً الهدف، أن يكون لدى الأمم -حول العالم- عقليات تتعايش مع الآخرين، وتلتزم بالحدود التي حددها الله في كافة الكتب السماوية، فلا تتعدى أمة على أخرى، ولا يكون هناك نزف دماء وزهق أرواح بسبب اللون والعرق والديانة.
من أجل ذلك، نتمنى أن يعود العالم إلى رشده، وأن يتولى العقلاء زمام الأمور، وأن تتوقف الحروب ونزف الدماء وزهق الأرواح.. وأن يخرج المجتمعون ببيانٍ وتوصيات تتحقق فيها الآمال والطموحات.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
