Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
مبرد ياسين الشمري

صديقي والحصني

A A
يقول المتنبي:

طارَ الوُشاةُ على صَفاءِ وِدادِهِمْ

وكذا الذّبابُ على الطّعامِ يَطيرُ

فالوشاة كالحصاني جمع حصني هو نوع من أنواع الثعالب، والتي تتميز في شكلها بالحجم الصغير، وتتميز في طباعها بصفات منها المكر، والخداع، هذه كلها صفات شائعة الاستخدام من البشر لوصف الثعلب.

قد لا نتعامل مع هذا الحصني في حياتنا اليومية على شكله الحقيقي ولكننا؛ قد نراه على هيئة إنسان في حياتنا العملية حيث يتشكل في شخصيته بناءً على مصالحه، فمرةً تجده كالدجاجة يلتقط الحب من أمام رجليك، وتارةً أخرى يصبح كالبعوض صغير الحجم يستخدم الظلام لكي يمتص دمك.

لا تغضب أثناء تعاملك معه فهو دجاجة إذا كبر، وبعوضة إذا صغر؛ فما عليك إلا أن تعامله كما يتعامل الأسد معهما والدجاجة لا يطاردها الأسد والبعوضة لا يلقي لها بالاً ولا يهتم لها.

سبب مقدمة هذه الكلمات كانت بسب شخص وصديق حدثني ما يتعرض له من وشاة كادوا له نتيجة نجاحاته في بيئة عمله من أقرانه في العمل.

لذلك نصحته بأن يستمر بعمله بكل جهد بدون الخوض في وحلها والالتفات لتلك الصراعات لأنهم يحاولون دخول دائرة الضوء الخاصة بنجاحاته، وهذا طبيعي جداً.

صديقي الناجح في بيئة عملك، والحريص على إنجاز مهامك، والمبادر في أفكارك، والشغوف في طموحاتك، لا تلتفت لتلك الصراعات المبنية على الحسد والكسل والغيرة فتلك تحولهم إلى ثعالب إن كبروا ودجاج إن صغروا، بل إلى ماهو أصغر.

** بوصلة:

ما أخطاك ما صابك ولو كان راميك

وإلي يصيبك لو تتقيت ما أخطاك

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store