Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
علي خضران القرني

من ماضي قراءاتي

A A
* من الهوايات التي أحببتها وواكبت مسيرة حياتي (القراءة) وفي سبيلها كونت مكتبة صغيرة حوت ما طاب لي من الكتب التي تناسب ميولي القرائية، وكنت أنفق في سبيل ذلك جزءاً من مرتبي الشهري رغم ضآلته في بداية عملي الوظيفي، تأصيلاً لهذه الهواية المحببة إلى نفسي؛ لأنها في نظري من الوسائل الداعمة لتغذية الفكر وتنوير البصائر وصقل المواهب، وصدق أبو الطيب:

أعز مكان في الدنا سرج سابح

وخير جليس في الزمان كتاب

وإضافة إلى مطالعاتي في الكتب فقد كنت حريصاً على مطالعة العديد من الصحف والمجلات المحلية والخارجية والكتابة في بعضها، وكثيراً ما كنت أحرص على قراءة ما ينشر في باب (اسألوني) بمجلة المصور المصرية، والتي كانت تعده وتشرف عليه وتجيب على محتواه من رسائل القراء ومشكلاتهم الاجتماعية والنفسية الكاتبة المتخصصة (أمينة السعيد)، وكنت احتفظ ببعض القصاصات من إجاباتها على بعض المشكلات لسداد رأيها وصوابه من جهة وعدالتها من جهة ثانية، فالرجل والمرأة لديها سواسية دون الميل مع المرأة ضد الرجل بل يتساويان لديها في الميزان.

* ومن المشكلات التي وردت إليها وأجابت عليها في بابها المشار إليه وما زلت أذكرها، رسالة وردت إليها من رجل متزوج ولديه أطفال، وحالته المعيشية ميسورة ومستقرة، إلا أنه يعاني من سوء العشرة بينه وبين زوجته خلال مسيرة حياتهما الزوجية، ورغم تدخل أهله وأهلها وأهل الخير للإصلاح بينهما، إلا أنها لم تعدّل من سلوكها، وبعد مداولات واستشارات مع أصحاب الرأي والمعرفة والخبرة، أُشيرَ عليه بالزواج من أُخرى، وعدم التفريط في زوجته الأولى؛ لأن فراقها سيضر بمصلحة أبنائه وتربيتهم سلوكياً واجتماعياً، كما يجري في حياة بعض الأسر بعد الفرقة بين الزوجين.

وحاولت أمينة السعيد بما لديها من دراية وخبرة أن تعالج مشكلته إلا أنه من خلال رؤيتها لجوانب المشكلة ضمَّت صوتها لوجهة نظر ومشورة من أرشده بالزواج من أخرى لعل ذلك يكون دافعاً لعلاج المشكلة وتحسين الأجواء بينه وبين زوجته الأولى، فالتعدد أحياناً وسيلة فاعلة لصلاح بعض الزوجات وعودتهن لمسار الحياة الزوجية السعيدة.

* وبعد قراءاتي لهذه المشكلة بعدة سنوات، استمعت إلى لقاء تلفزيوني عبر إحدى القنوات العربية يناقش مشروعية (تعدد الزوجات) قوامه رجلان، وامرأة جميعهم من ذوي الاختصاص، وبيان إيجابياته وسلبياته ودوافعه ومسبباته، وكانت تدور في تلك الفترة نقاشات حول تزايد نسبة العنوسة في العديد من الدول العربية وخاصة في دول الخليج والمملكة، وأن التشجيع على التعدد من الوسائل الداعمة للحد من تزايد نسبة العنوسة، وقد خلص اللقاء إلى تأييد التعدد عند المقدرة والاستطاعة والعدل.

أما الثالثة في اللقاء، وكانت محامية، فقد وصفت التعدد (بالجريمة) معللة ذلك بأن كثيراً من المتعددين كان دافعهم المباهاة والرياء والسمعة، دون وجود ظروف جوهرية تدعوهم لذلك.

* ومع تقديري لوجهة نظرها إلا أن وصفها التعدد بـ»الجريمة» كان وصفاً لا يليق بمشروعيته، ومن مسلمة على قدر كبير من العلم والتفقه في الدين؟ خاصة وقد أجاز القرآن الكريم والسنة المطهرة تعدد الزوجات وفق شروط منظمة لمشروعيته من أهمها القدرة والاستطاعة والعدل، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم القدوة المثلى لنا في تعدد الزوجات، وأحيا هذه السنة من بعده الصحابة والتابعون رضوان الله عليهم.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store