Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

خلِّلُوه..!!

A A
ما زال القارىء الأخ منصور القرني يُتْحِفُني ويُحْزِنُنِي بجديده عن أسعار الخضار والفاكهة، وكيف يتلاعب بها الأجانب في محلّاتهم التي يديرونها، ممّن قد يكون مُتَسَتَّراً عليهم فيها هرباً من أنظمتنا التجارية، خصوصاً أولئك المُنتَمِين لدولة عربية مُجاورة.

يروي القرني، وهو يسكن بجوار حلقة جدّة للخضار والفاكهة، ويعرف خفاياها بِحُكْم الجيرة ومروره اليومي بها، أنّ كرتون الخيار الذي يَزِنُ ٨ كيلوجرامات يُباعُ في المزاد الصباحي للحلقة بحوالي ٧ ريالات، أي أنّ تكلفة الكيلو الواحد هي أقلّ من ريال، ثمّ يبيعه هؤلاء الأجانب في محلّاتهم البعيدة بمسافة رمية حجر عن الحلقة بسعر ١٠ ريالات للكيلو الواحد وليس للكرتون، وهكذا يربحون أكثر من عشرة أضعاف التكلفة، فإن استنكر عليهم مستنكرًا قالوا: إنّه الغلاء الذي مسّ الدنيا بأسرها وهم كاذبون ومخادعون، وهذا ينطبق على معظم الخضار والفاكهة الأخرى، وما الخيار إلّا أبسط مثال.

وطبعاً، لن أقول عن الخيار مثلما قال عنه عادل إمام في مسرحية (شاهد ما شفش حاجة) حين كان يحمل بعض الخيار وهو يدخل شقته، ففوجئ برجال الشرطة يتّهمونه خطأً بجريمة قتل جارته الراقصة، وهو بريء براءة الذئب من دم ابن يعقوب عليهما السلام، فعرض عليهم من شدّة خوفه أن يأخذوا الخيار ليأكلوه ويتركوه، فلمّا رفضوا قال لهم (خَلِّلُوه) أي اصنعوه مُخلّلاً، بل سأقول إنّنا إن لم نقض على التستّر التجاري بالشكل الكامل المطلوب فلا ريب أنّنا نحتاج لمراقبة تجارية وبلدية دائمة لأسواقنا لا تهدأ، وليس سوق الخضار والفاكهة فقط، بُغية ضبط الأسعار وتفادي تلاعب الأجانب بها، ولا أقول ذلك من باب العنصرية ضدّهم لأنّني كنت سأقوله إن كان التاجر سعودياً في كلّ المناطق السعودية.

وهنا أدرك شهرزاد الصباح، وختمت كلامها المُباح، بدعوة وزارة التجارة والأمانات لبذل مزيد من الجهد، وابتكار ما يضبط الأسعار حتّى يطيقها المواطن العادي الذي لا يملك إلّا راتبه المحدود، وتصعب عليه المعيشة مع جشع الأجانب الذي لا ينقطع وطمعهم المتنامي، ويا أمان الخيار وكلّ البضائع دون استثناء.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store