Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. أحمد أسعد خليل

التزاماتك..!!

A A
هل اليوم يُشبه أمس؟، هل هذا الأسبوع تقليدي بالنسبة إليك؟، ما الذي تنوي فعله؟، ما الشيء الذي لم تقم به بعد؟، هل أمامك الكثير لتُنجزه وتُفكِّر فيه؟، هل تحاول أن تقوم بعدة أمور في وقتٍ واحد؟. أنت تتعهد بالكثير من الالتزامات!!.

لعل الكثيرين منَّا ليست مشكلتهم عدم توفر الوقت الكافي خلال اليوم، وإنما تتعلق بمحاولة القيام بالعديد من الأشياء في الوقت المتاح أمامهم، فنحن نتعهد بالقيام بالكثير من الالتزامات والواجبات، وكذلك نُفكِّر في أشياء أكثر منها. إذا إجابتك بنعم، أكمل قراءة المقال، وإذا كنتَ لست منهم، أيضاً، أكمل القراءة فضلاً.

في كثير من الأحيان، نتعهد بالتزامات تجاه الآخرين، ومن ثم نجد أنفسنا في حيز ضيق من الوقت لإتمام تلك الالتزامات بشكل كامل، أو الاستمتاع بها، فهذه الالتزامات والواجبات تشكل عبئاً إضافياً على حياتنا بشكل يصبح مزعجاً ومربكاً لنا ولمن حولنا.

ما هو الفرق بين الالتزامات والواجبات؟!.

الالتزام هو أمر قد وافقتَ على القيام به، أو اخترتَ الانخراط فيه، أما الواجب ينشأ نتيجة اختيارك الالتزام بشيء ما، فهو أمر التزمتَ القيام به، وتشعر بأن التزامك ينبع من شعورك بأنه واجب عليك، لأنك قلت إنك يمكن القيام به. بمعنى إذا اخترت الالتزام بشيء ما، فأنت تقبل الواجب نحوه.

على سبيل المثال إذا التزمت بالانضمام إلى نادٍ رياضي، فأنت بذلك تقبل أن تمارس أنواع الرياضة المختلفة حسب البرنامج الزمني المحدد لك، بدءاً من وقت الحضور والمشاركة في التمارين وغيرها، وإذا فقدت اهتمامك، ولم تشعر بأنك تستطيع الوفاء بالتزامك تجاه النادي، فإن تلك الواجبات تصبح عبئاً عليك، ما لم تكن هناك إرادة تدعمها. فأنت بحاجة إلى اختيار التزاماتك بحكمة، حتى لا تزيد من الإرهاق النفسي والبدني عليك، وتكون هذه الالتزامات عائقاً عن القيام بالأشياء التي ترغب بها، وعن عيش الحياة التي تريد أن تعيشها، والمتعة التي تناسب حياتك بشكل أكبر.

لا يكون من السهل دائماً التراجع والتخلي عن القيام بشيء ما، إما خوفاً من الشعور بالذنب، أو الرغبة في الحفاظ على المظاهر، أو الخوف من الشعور بالرفض، أو الازدراء، أو الوقت والجهد، أو الحب، أو المال الذي بذلتَ مقابل شيء ما، أو غيرها من الأسباب التي تجعلك تجد صعوبة في التخلي عن التزاماتك.

ولكن إذا أردت المضي قُدماً، لابد أن تتبنى طرقاً جديدة أمام ضم التزام جديد واستبعاد التزام آخر، للتخلص من فوضى الالتزامات العشوائية التي تُحيط بك، وركِّز على أهدافك وأولوياتك، والتزم نحوها فقط، وسوف تشعر بتحسُّن وارتياح، والأهم أنك سوف تحصل على الإيجابية التي تسعد حياتك، وتذكَّر دائماً بأنك صاحب القرار بكل ما تلتزم به.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store