Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. علي آل شرمة

اليوم الوطني.. عزم الرجال وإرادة الأبطال

A A
يترقب السعوديون هذه الأيام؛ ذكرى اليوم الوطني 92 لبلادهم المجيدة، تلك المناسبة الغالية على نفوسهم، والتي تمتلئ فيها قلوبهم بالفرح والسرور، وترتفع أعناقهم لتُعانق السحب، تيهاً وفخراً واعتزازاً بدولتهم الفتية التي انطلقت بمجرد إعلان توحيدها يوم 21 جمادى الأولى 1351هـ؛ في ميادين النماء والتطور والرفعة، ولم تمضِ سوى سنوات قلائل حتى باتت إحدى أكثر الدول تأثيراً في العالم بعد أن توحَّدت صفوفها، وتلاقت إرادة أبنائها واجتمعت كلمتهم. أبرز ما ركز عليه الملك المغفور له بإذن الله عبدالعزيز آل سعود، كان هو بسط العدل في كافة ربوع الدولة الوليدة، قناعةً بأنه لا دوام لأي كيان بدون عدالة، ونشر الاستقرار والأمن، لأنه يُمثِّل أبرز المداخل لإحداث الطفرة الاقتصادية الموعودة. لذلك قامت الدولة على أسسٍ راسخة، مستمدة من كتاب الله تعالى؛ وسنة نبيه -عليه أفضل الصلاة والسلام- شرعةً ومنهجاً ودستوراً.

كانت جزيرة العرب في ذلك الوقت تعاني الفرقة والتشتت، وتنتشر في ربوعها الحروب والغزوات لأبسط الأسباب، وهو ما أدَّى إلى تفشِّي الفقر وتراجع مستوى المعيشة. وهذه الظروف الصعبة كانت السبب الرئيسي في توقُّف التنمية، ونزوح أعداد كبيرة من السكان إلى دول الجوار.

لذلك عندما ظهر الملك عبدالعزيز بدعوته، ورفع راية «لا إله إلا الله»، وتعهد ببسط الأمن والاستقرار، تَدَافَع نحوه المخلصون من أبناء الجزيرة العربية؛ بعد أن رأوا فيه فجر الخلاص من الأوضاع التي كانوا يعيشونها، وبايعوه على السمع والطاعة، واتبعوه بعد إيمانهم بصدقه وصفاء نواياه، وقدموا أنفسهم فداءً لوطنهم، وجاهدوا مع ملكهم لإعلاء شأن بلادهم.

ومع أن اكتشاف النفط كان من العوامل التي عجَّلت بتحقيق النهضة الاقتصادية الشاملة التي تشهدها بلادنا ولله الحمد، إلا أن أبرز الإنجازات التي حققتها المملكة خلال الفترة الماضية؛ هو ذلك التلاحم بين القيادة والشعب، والعلاقة الوطيدة التي تجمع بينهم، فالشعب السعودي معروف بحبه الشديد لبلاده وولاة أمره، وهي نتيجة طبيعية، لأن القيادة التي تهتم لأمر رعيتها؛ تجد منها كل تقدير وعناية وولاء ووفاء. كذلك من أهم ما تحقق هو المكانة المتميزة التي تحظى بها السعودية وسط كافة دول العالم بسبب سياساتها المتوازنة.

بعد وفاة الملك عبدالعزيز، انبرى أبناؤه الملوك البررة سعود وفيصل وخالد وفهد وعبدالله -رحمهم الله- للمهمة من بعده، وحققوا نجاحات لافتة رفعت مكانة المملكة في كافة الميادين. إلا أن ما نشهده في هذه السنوات المزهرة، تحت قيادة سلمان الحزم؛ يُمثِّل نقلة نوعية غير مسبوقة، فالمملكة قطعت خطوات واسعة في سبيل تطوير مجتمعها، الذي شهد تغييراً إيجابياً كبيراً، أبرز مضامينه؛ تمكين المرأة، ودعم الشباب ومنحهم الفرصة الكافية لكي يتسلَّموا مهامهم، ويتولوا قيادة التغيير المنشود.

كما حققت المملكة نجاحات اقتصادية لافتة خلال السنوات الماضية، وهو ما نُشاهده في المشاريع التي تنتظم كافة أرجائها، وقطعت كذلك خطوات إضافية لتحديث مجتمعها، وترقية واقعها الثقافي والرياضي.

المحرك الرئيسي لكل هذه الإنجازات التي تحققت في الفترة الأخيرة، هو رؤية 2030، التي أصبحت خارطة طريق شاملة نحو إحداث التغيير الإيجابي، حيث اهتمت بتوطين التقنية وتحقيق التحول نحو اقتصاد المعرفة. ونالت الرؤية إشادة واسعة من كبريات الدول المتقدمة، التي تسابقت للمشاركة في تنفيذها وتجسيدها على أرض الواقع، وبذلك أصبحت بلادنا قبلة للمستثمرين الأجانب، الذين يتدافعون للعمل فيها، والاستفادة مما تتمتع به من بنية تحتية متكاملة، وأمن يعم كافة ربوعها، وقدرة شرائية عالية.

كل هذا ما كان له أن يتحقق لولا هذه القيادة الحكيمة، التي تعمل ليل نهار لأجل ترقية حياة شعبها، وزيادة رفاهيته. لذلك فإن الواجب الوطني يتطلب منَّا أن نُحوِّل الأفراح والاحتفالات إلى ممارسة يومية في حياتنا، نتكاتف فيها مع قيادتنا الرشيدة، ونبذل المزيد من الجهود لأجل ترقية واقعنا، وتحسين معيشتنا، وضمان رفاهية أجيالنا المقبلة.

نحن مطالبون بتعزيز الانتماء لهذا الوطن، والالتفاف حول ولاة الأمر، والتصدي لكافة الجهات المعادية التي لا تريد لهذه البلاد أن تنهض، ولا لشعبها أن ينعم بخيراته الوفيرة.

التهنئة أرفعها صادقة لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان - حفظهما الله-، رافعاً أكف الدعاء لرب السماوات أن يحفظ لنا وطننا الذي نعتز به، ونفاخر العلياء، وأن ينعم على قادتنا بدوام الصحة والعافية، وأن تُواصل بلاد الحرمين الشريفين مسيرتها الظافرة نحو التنمية والرفاه والتطور، وأن تعود علينا السنوات المقبلة ونحن نحصد ثمار الجهود التي يبذلها ولاة أمرنا، حتى تنعم أجيالنا المقبلة بمستقبل مشرق.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store