Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
نبيلة حسني محجوب

هوية اليوم الوطني

A A
اليوم الأربعاء 21 سبتمبر 2022م، تنطلق احتفالات اليوم الوطني 92 في أرجاء الوطن، حيث يُمثِّل يوم الجمعة 27 صفر 1444هـ، 23 سبتمبر 2022، ذكرى توحيد نجد والحجاز تحت اسم المملكة العربية السعودية على يد المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود عام 1932م، وبهذه المناسبة الوطنية التي تعيد ضخ الذاكرة بجهود الملك المؤسس الذي وحَّد هذا الكيان الشاسع، وصنع دولة عظيمة، بعظمة ملوكها من أبناء الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه-، الذين ساروا على نهجه واتّبعوا هُداه، ومن تولى مهام عظيمة في إدارة شؤون هذا الوطن الشامخ حتى يومنا هذا في ظل حكم الملك سلمان، حفظه الله، وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان.

التطور والتقدم هما المساران اللذان اتّبعهما كل من تولَّى مقاليد الحكم في هذا الوطن من أبناء المؤسس، حتى وصولنا إلى هذا العهد الميمون، وأصبح التقدم هو سيد المرحلة، هو المسار الواضح والسريع لكثير من القضايا التي كانت عالقة، وكانت مكانك سر، لكن رؤية 2030، انتقلت بنا من العالم الثالث إلى العالم الأول، بل تفوقنا على العالم الأول في كثير من التفاصيل اليومية التي يشعر بها المواطن، والتي كانت تعيق إنجازه معاملاته، وتُرهق حياته وتُهدر وقته، الآن أصبحت ذكرى باهتة يستعيدها فقط عندما ينجز معاملة، أو يقضي أمراً في طرفة عين؛ من خلال ما توفَّر من معاملات إلكترونية كانت حلماً، فأصبحت واقعاً وحقيقة أبهرت العالم.

ليس هذا فقط، بل مواجهة الفساد بيدٍ من حديد، كذلك تعديل قوانين المواطنة التي قضت على التمييز والعنصرية، ووضع لوائح القوانين لتنظيم العلاقات بين أفراد المجتمع؛ كي يعرف كل إنسان حدوده، وعواقب تجاوزه لتلك الحدود، وتعديلات كثيرة قضت على كثير من السلبيات التي كانت تُرهق المواطن.

تتطور فعاليات اليوم الوطني من عامٍ لعام، بعد أن كان الاحتفال لا يتجاوز الإجازة فقط، وتصرفات بعض الشباب الرعناء في الشوارع، أصبح هناك برنامج كبير ومتنوع يُغطي أيام الإجازة من الأربعاء إلى نهاية يوم السبت القادم، تُنظِّمه هيئة الترفيه، بمشاركة الهيئات والمؤسسات الحكومية والأهلية، من أجل ذلك يُمنح كافة الموطنين إجازة مليئة بالفعاليات والمهرجانات والعروض المختلفة.

هذا التنظيم الدقيق للفعاليات المختلفة، تُلبِّي كافة الرغبات والإمكانيات، كالحفلات الغنائية، والعروض التي تُشارك بها وزارة الداخلية، وعروض الطيران، والألعاب النارية التي تُزيِّن السماء، كلها تعبير عن البهجة، وتعزيز لمشاعر الحب والولاء لهذا الوطن المعطاء.. فالأوطان مكمن الأمن والأمان، المرفأ الدائم المفتوح لاستقبال المواطن مهما تاه ولف ودار في البلدان، الحنين الدافق إلى تراب الوطن يضع الأوطان في قلوب أبنائها، فهي الدار، كما هي هوية اليوم الوطني لهذا العام، «هي لنا دار».توجُّه جميل، وسُنَّة حسنة، اتّبعتها هيئة الترفيه، بإعطاء هوية سنوية لاحتفالات اليوم الوطني، كذلك أحسنت وزارة التجارة في منع استخدام صورة العلم، وصور الملك وولي عهده -حفظهما الله- في المنتجات التجارية، التي يتم التخلص منها بعد اليوم الوطني، رغم أن هذا التعميم صادر منذ ثلاثة أعوام، إلا أن تنفيذه هذا العام أخذ منحى الإلزام، وهذا قرار مهم، كذلك يُبطل مفهوم الاحتفال الذي سرى مفعوله سنوات طويلة، ولا زالت بعض المؤسسات التعليمية والحكومية -حتى العام الماضي- لم تستوعب المعنى العميق للاحتفالية بالوطن، لا تدرك المعنى التاريخي والتربوي لليوم الوطني، احتفالية لا تعني لبس اللون الأخضر أو حمل الأعلام، أو إحضار تورتة عليها العلم، لأن هذه الأمور هي الأسهل؛ تكلف بها الطلبة والطالبات، وبالتالي تُرهق أولياء أمورهم بينما يفرغ الاحتفاء من المعنى الوطني والتاريخي الذي خصص له هذا اليوم.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store