Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

العيون المريضة!!

A A
يشكو بعض مرضى العيون في جدّة من تواضع إمكانيات مستشفاها الحكومي الوحيد للعيون، خصوصاً عدم توافر التقنية التشخيصية والعلاجية الأحدث، واكتظاظه الدائم بالمراجعين، فتتباعد مواعيدهم المضروبة لهم تباعداً يضرّ بصحّة عيونهم الغالية.

ومن المرضى أصلاً من يترك العلاج في المستشفى من تلقاء نفسه بعد معرفته لواقع الحال، ومنهم من يُنْصَحُ من قبل طبيبه لمتابعة العلاج في مستشفى الملك خالد التخصّصي للعيون في الرياض، فالفرق بين المستشفيين كبير ويصبّ لصالح الأخير، رغم أنّهما مستشفيان حكوميان، والمُحصّلة هي تهافت المرضى على الرياض، مع ما يتحمّلونه من تكاليف السفر المرتفعة بالطائرة، والإقامة السكنية هناك، فضلاً عن المشقّة الجسدية التي يواجهونها، والإجهاد الذي يصيب عيونهم إن هم ساروا على درب السفر الطويل، وكان الله في عونهم.

وبالمناسبة، فإنّ مستشفى جدّة للعيون لا يخدم جدّة وحدها، بل يخدم عدّة مناطق واقعة على الساحل الغربي، وعليه ضغط كبير، وهذا زاد الطين بلّة، وهو يحتاج للتوسّع والتطوير، والتدعيم بالأطبّاء المؤهلين الذين يغادرونه فور تلقيهم لعروض عمل من مستشفيات القطاع الخاص، والضحية بالطبع هم المرضى.

وهنا أدرك شهرزاد الصباح، وختمت كلامها المُباح، بدعوة لإصلاح حال مستشفى جدّة للعيون، ثمّ لماذا لا يكون هناك مستشفى حكومي نموذجي للعيون في عاصمة كلّ منطقة سعودية؟ أي ١٣ مستشفى في المجموع، فلا يُعقل أن يسافر مواطن من منطقة إلى منطقة أخرى قاطعاً مئات الكيلومترات لعلاج عينيه المريضتين، وأن تكون كلّ المستشفيات الحكومية على قدرٍ كبيرٍ من الكفاءة والتأهيل من ناحية توافر الأجهزة الأحدث والكوادر الطبية، فإن تعذّر ذلك فلا جرم أنّ هناك حاجة ماسّة لتوفير تأمين طبّي يشمل العيون لكلّ مواطن في المستشفيات والعيادات الخاصّة ذات تكلفة العلاج المرتفعة، خصوصاً ذوي الدخل المحدود والمتقاعدين الذين هم أكثر المُتضرّرين من هذه المشكلة، ويا أمان العيون.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store