في البداية، لم أكترث بما ردّده الرادود العراقي الأشهر (باسم الكربلائي) في إحدى الحسينيات العراقية عن صحابة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم رضي الله عنهم، بأن (شِيلْ اسم الصحابة، واكتبهم عصابة)، فهذا المدعو الضال؛ مثله مثل المُغَنِّي الماجن، أي له صوت جميل ويقبض ثمناً كبيراً مقابل أغانيه الطائفية في الحسينيات؛ حتّى قيل: إنّه يملك طائرة خاصّة من فرط ثرائه، وتنقله لأيّ مكان حول العالم، بينما يُخلِّفُ وراءه بشراً سُذَّجاً جهلة؛ يتمايلون طرباً من أغانيه البعيدة كلّ البُعْد عن الأناشيد الدينية، ويُعانون في حياتهم من الفقر والبطالة، والغلوّ في اعتقاداتهم الخاطئة عن أهل بيت النبيّ صلّى الله عليه وسلّم.
لكنّي أكترث بمن وافقه من المُعمَّمِين العراقيين والفُرْس، إذ قالوها صراحة بعد انتشار أغنيته بدقائق، بأنّه لم يقل إلّا الحقّ، وأنّ كلّ من لا يؤمن بعصمة وولاية عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه ولم يُبايعه خليفةً للنبيّ صلّى الله عليه وسلّم مباشرةً بعد وفاته، فهو من العصابة الكافرة التي تستحقّ المحاربة.
طيب، لماذا أكترث؟، أقولها بصراحة، فالمُعمَّمون، شئنا أم أبيْنا هم من بيدهم السُلْطة والسياسة، والسلاح والمال في العراق وإيران، بينما الصحابة قد ماتوا كلّهم منذ حوالي 1400 سنة، ولا يُعلم علم اليقين من هم أحفادهم الحقيقيون كي ينتقموا منهم بالدقّة، لكن في نظرهم فإنّ كلّ مسلم يتّبع الإسلام الصحيح والقرآن الكريم والسُنّة النبوية هو حفيد للصحابة، وهكذا فمطلوبهم هو الانتقام منّا في كلّ بلد عربي ومسلم، وهنا الطامّة الكُبْرى، حيث انتقل القوم من مرحلة التقيّة إلى مرحلة الصراحة، ومن مرحلة النظرية لمرحلة التطبيق المحتمل، ومن يقل عكس ذلك فهو جاهل بالدين والسياسة، والتاريخ والجغرافيا، والشيطان والقوى العالمية التي تعضِّد المُعمّمين من تحت الطاولة وفوقها وجوانبها الأربعة.
وهنا أدرك شهرزاد الصباح، وختمت كلامها المُباح، بدعوة منظمة المؤتمر الإسلامي التي تنضوي تحت رايتها كلّ الدول الإسلامية للتصدّي لمخطّطات إيران في المنطقة، وطردها من المؤتمر، ومعاملتها كدولة إرهابية هي وكلّ المُعمّمين الضالين الحاقدين، لعلّهم يعودوا إلى الرُشْد الإسلامي الذي ليس فيه أحقاد ولا شركيات، بل عبادة الله وحده إلى يوم الدين، ورضي الله عن كلّ الآل والصحابة.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
