Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

قصّتي مع البلوت!!

A A
لم ألعب البلوت منذ فترة (طويييلة)، وأنا في الأصل لا أحبّها، عكس الكثير من السعوديين الذين يحبّونها لدرجة الإدمان، وأكثر ما يُضايقني فيها هو موقف زميلي أو (الخويّ) الذي تصيبه النرفزة والعصبية عند اقترافي للخطأ أو تسبّبي غير المقصود في الخسارة.

وأذكر خلال دراستي في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن أنّ زميل بلوت كاد يتضارب معي بالأيدي إثر خسارتنا اللعبة، ورمى الورق على وجهي وحمّلني كامل المسؤولية، فقاطعته فصلاً دراسياً كاملاً، وكأنّني دولة قطعت علاقتها الدبلوماسية مع أخرى وسحبت سفيرها ليس للتشاور بل للتعبير عن الضجر واللوم والسخط.

ومن الطرائف التي عاصرتها مع البلوت أنّني قضيت السنة التدريبية قبل تخرّجي من الجامعة في مدينة سينسيناتي الأمريكية، مع شركة هندسية اسمها (JTKING & COMPANY)، والتقيتُ خلالها بطلبة سعوديين مبتعثين من منطقة القصيم، وقد استضافوني في سكنهم للعشاء، وحضر بعض الطلبة الأمريكيين من الرجال والنساء، وفوجئت بإتقان الأمريكيين للعبة البلوت بعد أن تعلّموها من القُصْمان، وكُنّ النساء عندما يشترين ورق (الحُكْم) أو (الصَنّ) يقلْن بلهجتهنّ الأمريكية: (Hokom) أو (Sun)، لكن للأمانة كانوا ذوي روح رياضية (بلوتية) عالية، فلا يتنرفزون ولا يتعصّبون ولا يتضاربون بالأيدي أو باللسان.

ومؤخراً طلب منّي أحفادي -أولاد بناتي- إبراهيم ويوسف وطلال، وبعد أن وصل أكبرهم للمرحلة الدراسية المتوسّطة أن أُربَّعَهُم أي أصير رابعهم في لعبة البلوت، فوافقت سريعاً، واستهنْتُ بهم ظنّاً منّي أنّ اللعب معهم سيكون تسلية ونزهة، ثمّ فوجئت بلاعبين أطفال لكن ما شاء الله شبه محترفين، وتلقيت الهزائم أشكالاً وألواناً، حتّى صار كلٌ منهم يرفض مزاملتي قائلين: (معليش يا سيدو) فأنت (شُويّة) غشيم، وهذه (الشُويّة) هي مجاملة منهم بسبب مكانتي العائلية التي اهتزّت، وحالي الآن مع البلوت بعد كلّ هذه السنين مثل حال نادي الأهلى لكرة القدم الذي هبط لدوري الدرجة الأولى، وعساه يكون من العائدين، آمين.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store