Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م.سعيد الفرحة الغامدي

روسيا والغرب.. والعالم إلى أين؟!

A A
القيصر بوتين أصدر فرمانًا ضم أربع ولايات من أوكرانيا بترتيب قيصري محكم الشكل والمضمون بعد استفتاءات مكنته من ذلك وفتحت عليه نيران الغضب من البيت الأبيض إلى بروكسل عاصمة أوروبا، ولكن ثلاث دول كبرى الصين والهند والبرازيل امتنعت عن التصويت في مجلس الأمن، ومندوب روسيا صدح بالفيتو في وجه قرار مقترح من أمريكا يهدف لرفض الضم..

الإعلام الغربي بقضه وقضيضه أدان روسيا لعدوانها على أوكرانيا ومن بعد لضمها الولايات الأربع والعالم يشهد الصراع ويبحلق في السماء متسائلاً ماذا بعد؟

روسيا دولة عظمى تملك السلاح النووي ولن تقبل الهزيمة.. خطاب بوتن الذي ألقاه في احتفال الضم وشاهده العالم كان مدروسًا كعادة الروس وموثق بامتياز.. استشهد بالتاريخ وعلل بمآسي وأطماع الغرب ولم ينس إهانة تفكك الاتحاد السوفيتي ولكنه قال لا عودة إلى الماضي وروسيا ستنتصر.

هنري كيسنجر فيلسوف السياسة الخارجية الأمريكية من بداية الحرب بين روسيا وأوكرانيا حذر من محاولة إهانة روسيا متذكراً تاريخ نهاية الحرب العالمية الأولى مع ألمانيا ونصح بأن تفاوض أوكرانيا على السلام بدلاً من تصعيد الصدام مع دولة نووية لها تاريخ عريق ومواد أولية تحتاجها الدول الأوروبية على وجه الخصوص مثل الغاز والبترول والمقاطعة لن يرضى عنها العالم خاصة أن لها تفاهم قوي مع أوبك، والولايات المتحدة تصر على فرض العقوبات قسرياً.

والنفاق الغربي يتجاهل أفعال إسرائيل في ضم الضفة الغربية من فلسطين المحتلة والجولان السورية والآن يستنفر كل قواه مدافعاً عن أوكرانيا.. وهذا لا يعني أن ما تفعله روسيا صحيحاً ولكن حلف النيتو بحاجة لتغيير كيفية التعامل في العلاقات الدولية والتخلي عن أساليب التدخل في العلاقات التي تصعد الصراعات بين الدول وتجر لحروب ومآسي إنسانية لا حصر لها.

التحالفات التي لا يحكمها العقل والمنطق تؤدي بالعالم إلى الهاوية وهذا ما ينذر به الصراع بين روسيا والغرب، والعالم العربي مثلما حصل في الحروب العالمية السابقة سيكون ضحية المحاور ويدفع الثمن غالياً.

التطورات التقنية ونوعية السلاح والاعتمادية على الغير مثل القابض على الريح وتلك محنة العصر وتحديات المستقبل.. كفانا الله شر ما في الغيب وحمى أمة العروبة والإسلام من مكر التاريخ.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store