Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. أحمد أسعد خليل

الصداقات..!!

A A
لطالما نتحدَّث عن الأصدقاء وبناء الصداقات وأنواع الأصدقاء في حياتنا، ودائماً نرغب في أن نكون من الناس الذين يُحسنون اختيار أصدقائهم، وننصح من حولنا بانتقاء الأصدقاء وفق المعايير والقِيَم المتعارف عليها في مجتمعاتنا المختلفة، ومن المعروف بأننا نمتلك ثلاثة أنواع من الأصدقاء في حياتنا: هم أصدقاء المصلحة، وأصدقاء مؤقتين، وأصدقاء العمر، والفيلسوف اليوناني «أرسطو» حدد أنواع مختلفة من الصداقة: صداقات المنفعة المتبادلة بين الزملاء أو الجيران أو حتى العملاء، وصداقات السعادة مع الذين تجمعك معهم اهتمامات مشتركة، مثل: النادي أو بعض النشاطات الأخرى، وصداقات الفضيلة التي تستند على الاحترام المتبادل والإعجاب والأهداف المشتركة، وتستغرق وقتاً أطول لترسيخها؛ مقارنةً بالنوعين الآخرين اللذان ينتهيان عندما تتغيَّر الظروف، أو عندما لا تعود صداقة المنفعة مفيدة لأحد الأطراف أو كلاهما، وأشار «أرسطو» إلى أنه لا يمكن أن يكون هناك عدد كبير من الأصدقاء في مجموعة أصدقاء الفضيلة، لأن مقدار الوقت والاهتمام الذي يحتاجه هذا النوع من الصداقة يكون طويلا، وقد يبدأ من صغر السن وفي مقاعد الصفوف الأولية من المدرسة أو العائلة.

يقول أحد أساتذة الجامعة: إن هناك حداً معيناً من الصداقات التي يمكن لأي شخص تكوينها، ويُوضِّح بأن عدد الأشخاص الذين نعرفهم باعتبارهم أصدقاء عاديين -علاقات سطحية- قد يصل إلى مائة وخمسين، أما المجموعة الثانية من الأشخاص هي خمسون شخصاً، الذين تعرفهم بوصفهم أصدقاء، لأنك تراهم كثيراً، ولكنهم لا يعتبرون من أصدقائك المقربين، ثم تصغر دائرة الأشخاص إلى خمسة عشر شخص، وهم من قد تطلب منهم بعض أنواع الدعم عند الحاجة، وأخيراً حدَّد خمسة أشخاص أو أقل؛ هُم مَن يُمثِّلون مجموعة الدعم المُقرَّبة وقد يكون ضمنهم من أفراد الأسرة.

ينضم الأفراد إلى مجموعات الصداقات المختلفة، ويُغادرونها، وقد يصبحوا معاديين لها تماماً، ونشعر بالخذلان من البعض، وخصوصاً عندما نكون بحاجة ماسة إليهم، ثم نكتشف بأنهم ليسوا سوى أشخاص عابرين في حياتنا، قد نلتقي بهم مجدداً، أو لا يتم ذلك مطلقاً، ماذا ننتظر منهم؟.

حافظ على الصداقات التي تسمح لك بقضاء وقت ممتع، وتشعر معها بالسعادة، وأن تُقدِّم المساعدة بما يفوق القدرة بين الطرفين، وتخلَّى عن الصداقات التي لم تعد فيها قواسم مشتركة، أو التي تستنزف طاقاتك دون أي فائدة، أو الصداقات التي قد تضرك، من خلال عدم قيامهم بأية أعمال جيدة لك، وتشعر بعدم السعادة معهم، ويُحيطونك بالسلبية في كل شيء.

هناك صداقات تعيش طوال الحياة، نتمسَّك بها وتتمسَّك بنا، وهناك صداقات تموت سريعاً، وهذا كله طبيعي، وهناك أصدقاء ترغب في أن تلتقيهم دائماً، وبعضهم ترغب تلتقي بهم في ذكرياتك فقط، وما يقرر لك ذلك هو تحقيق الشعور بالارتياح في كل مرة.

(الصداقة كلمة ثمينة جدًا، لا تُقال لكلّ إنسان).

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store