* نقف اليوم على أبواب الشتاء، الفصل الذي بقدر ما يثيره من شجون، فإنه في ذات الوقت يثير جانباً من الوجل والخوف، ذلك الخوف المرتبط بما يسود المرتفعات الجبلية من هجوم معتاد من الضباب الكثيف، الذي يثير المزيد من القلق لدى مرتادي الطرق، بل ومن هم في منازلهم ينتظرون عودة أحبتهم الذين يودعونهم في صباح (أعمى)، على أمل عودتهم سالمين بإذنه تعالى.
* وإنني على ثقة أن تلك المشاعر يدركها كل من عاصر تلك الأجواء، التي تنعدم فيها الرؤية، وتكثر فيها الحوادث المروعة، وهو ما يدعو إلى أن أجعل من مقال اليوم جانب تفكير بصوت مسموع، هدفه البحث عن حلول (غائبة) كل هذه السنوات، وبما يمثل الاستسلام لذلك الواقع، الذي فرضه (الضباب) عدا من توجيهات مكررة بضرورة أخذ الحيطة والحذر.
* وهو توجيه ينتظر أن يدعم بأساليب عملية على أرض الواقع، وبما يخفف من وطأة (الضباب)، ويحد من تلك الحوادث، وما تخلفه من تبعات الخسائر في الأرواح والأموال، وإنني على ثقة من أن الوطن يزخر بتلك القدرات الهندسية، والأفكار الخلاقة، التي تمتلك روح (الابتكار) والإبداع، وبما يعالج هذا الواقع من حلول طال انتظارها، ولعل في هذا المقال ما يفتح نحو المزيد من الحلول، التي تسهم في تجاوز واقع الضباب (المرعب).
* فعلى سبيل المثال أجد في ابتكار (تطبيقات) تكشف حركة المرور لقائد المركبة، ما يسهم في تجاوز مفاجآت الطريق، وإن ما حققه أبناء الوطن في هذا الجانب يدعو إلى الفخر، والشواهد على ذلك كما هي الشمس في رابعة النهار.
* أيضاً من الحلول العملية، الاستفادة من إنارة الشوارع بكشافات الضباب، مع تحديد خطوط السير بأشرطة إنارة على امتداد طرق تلك المناطق، كذلك وضع أشرطة عاكسة على جوانب الطريق أو بما يمثل (الحساسات) المرتبطة بتطبيق يصدر تنبيه لقائد المركبة، كل ذلك لاشك في أنه يمثل حلولاً عملية سوف تسهم في التعايش مع موسم الضباب.
* وإنني أرى كمرحلة أولى التركيز على (التقاطعات)، وذلك بتكثيف إنارتها، وإنارة خطوط السير فيها، وصولاً إلى إدخال (التقنية) في توجيه وتنظيم السير فيها، إلى غير ذلك من الحلول العملية، وتقييم ما تم إنجازه في جانب (مكافحة الضباب)، وجعل ما يتم تحقيقه من نجاح قاعدة للانطلاق إلى نجاحات أكبر على امتداد طرق تلك المناطق، التي تعاني سنويًا (رعب) الضباب.. وعلمي وسلامتكم.
@KhalidMosaid
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
