«داون تاون».. تبث الأمل وسط أهالي نجران

استبشر مجتمع نجران بإعلان ولي العهد رئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمارات العامة الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- إطلاق شركة «داون تاون السعودية»، التي تهدف لإنشاء وتطوير مراكز حضرية ووجهات متعددة ومتنوعة في أنحاء المملكة، من بينها نجران، وهو ما يعد بإحداث نقلة حضارية كبيرة في المنطقة بأسرها، بما يسهم في إيجاد فرص وظيفية متعددة للشباب، وإنشاء مشاريع جديدة سوف تؤدي حتماً إلى إحداث حراك اقتصادي هائل، يؤدي لتحقيق النهضة المنشودة.

ومبعث التفاؤل الذي يظهر بوضوح على إنسان المنطقة، هو أن المشاريع التي ستقوم الشركة بإنشائها؛ يتوقع أن تلامس الاحتياجات الفعلية لأبناء المنطقة، فنجران -كما يعلم الجميع- تمتاز بمميزات اقتصادية هائلة، تنتظر مَن يقوم بتوجيه الاستغلال الأمثل لها، حتى تنعكس خيراً ونماءً، ليس على مواطني المنطقة فقط، وإنما على مستوى المملكة ودول منطقة الخليج.

كما سوف تنعكس تلك الأعمال على تطوير البنية التحتية للمدن، وتعزيز الشراكات الإستراتيجية مع القطاع الخاص والمستثمرين، وذلك عبر تقديم العديد من الفرص الاستثمارية الجديدة في قطاعات الأعمال والتسوق، والسياحة والترفيه والإسكان، كذلك فقد أشارت الأنباء إلى أن الشركة الجديدة تضع في حساباتها تطوير أكثر من 10 ملايين متر مربع لمشاريعها المصمَّمة وفق الطابع الحديث، والمُستمد من روح مناطق المملكة وثقافتها، ونسيجها العمراني المحلي، مع مراعاة تطبيق أحدث المعايير المعتمدة.

ولأننا نعلم جميعاً أن نجران تعتبر من المناطق الثرية بإمكاناتها السياحية والاقتصادية والزراعية، فإن الشركة الجديدة سوف تلفت الأنظار أيضاً لما تمتلكه من إمكانات واعدة، بما يُسهم في تدفق المستثمرين، فالكثير من الدراسات تُؤكِّد أن الاستثمار فيها يحمل أدنى معدلات المخاطرة، وهي مجالات واعدة.

فعلى سبيل المثال، هناك إمكانات تعدينية ضخمة تنتظر دخول المستثمرين؛ للاستفادة مما تضمه أرض المنطقة من معادن بكميات تجارية ضخمة، يمكن أن تُحقِّق نهضة وطفرة كبيرة، إضافةً إلى الفرص السياحية الواعدة التي يمكن أن تُشكِّل رافداً اقتصادياً هاماً، عطفاً على ما تمتاز به من الآثار الفريدة التي تضمّها، والتي يندر وجودها في أي موقع آخر، والتي يمكن أن تُشكِّل عامل جذب للسياح من داخل وخارج المنطقة، مثل موقع الأخدود، الذي خلّد القرآن الكريم قصة أصحابه في محكم تنزيله. كذلك فإن ما تمتاز به نجران من بنية تحتية متكاملة؛ ومناخ معتدل، وبيئة زراعية فريدة، سيشكِّل إضافة للمنطقة. كما تذخر المنطقة بإمكانات زراعية ورعوية هائلة؛ يمكن أن تُشكِّل مصدراً مهماً للدخل إذا وجدت الاستثمار الفاعل.

ومما زاد من مقدار التفاؤل في النفوس، أن صندوق الاستثمارات العامة يستهدف من خلال مشاريع «داون تاون» تعزيز الحركة التجارية والاستثمارية في المدن المختلفة، مما يزيد من جاذبيتها، ويُعزِّز الأثر الإيجابي على الاقتصاد المحلي لها، وكذلك توفير فرص عمل جديدة لأبناء المناطق، وإتاحة الفرصة للاستفادة من نقل الخبرات والمعرفة في عدة مجالات.

كذلك، فإن الفرص التي ستُوجدها الشركة الجديدة في المناطق المختلفة، لن تكون على نمطٍ واحد، بل ستأخذ في الاعتبار الإمكانات الاستثمارية والاقتصادية التي تُميِّز كل منطقة عن الأخرى، وما تتمتع به من مزايا نسبية وتنافسية، إضافةً إلى تطوير وتمكين القطاعات الواعدة، والتركيز على تحقيق التنوع الاقتصادي المطلوب، وفق ما نادت به رؤية المملكة 2030.

وقد شهدنا جميعاً خلال السنوات الماضية؛ الجهود التي قامت بها إمارة المنطقة -ولا تزال-، لأجل تشجيع الاستثمار الداخلي والخارجي في المنطقة، وما يقوم به صاحب السمو الأمير جلوي بن عبدالعزيز بن مساعد، أمير منطقة نجران، من محاولات مستمرة، ومساعي متواصلة، لأجل تنظيم بيئة العمل، وهو ما يستلزم من أهالي المنطقة بذل جهود مساندة لأجل تحقيق الأهداف المطلوبة.

أرى أن الكرة الآن باتت في ملعب رجال الأعمال وأصحاب القطاع الخاص، فالمنطقة تحتاج منَّا جميعاً إلى تكاتف الجهود، وأن نبذل ما نستطيعه لتشجيع المستثمرين على القدوم، لإحداث النهضة المطلوبة، وأن نسارع جميعاً إلى تقديم كافة أنواع الدعم لأجل إنجاح مهمة الشركة الجديدة، والتفاعل الإيجابي معها، وتلك مهمة نبيلة سوف تتذكَّرها الأجيال اللاحقة، ويُسطِّرها التاريخ بحروفٍ مضيئة.