Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
علي خضران القرني

من أدب الإخوانيات

A A
* حفل الأدب العربي عبر عصوره الغابرة، بنصيبٍ وافر من أدب الإخوانيات، إلا أن مسيرته والاهتمام به من ذوي الشأن والاختصاص، في العصور الأخيرة قد تضاءلت إلى حد التوقف. * وكنت ولا زلت من المهتمين بهذا النوع من الأدب، خلال قراءاتي الماضية واللاحقة، وأحتفظ في مكتبتي المتواضعة ببعض المصادر في مجاله (شعراً.. ونثراً).

* ولي في مجال هذا الأدب الإنساني مطالعات، ومتابعات، واختيارات، منها ما نُشر في بعض المجلات والدوريات والصحف سابقاً ولاحقاً، ومنها ما لم يُنشر، وقد جمعتها في كتاب أسميته: (من أدب الإخوانيات)، أملاً أن يرى النور قريباً؛ إذا لم تعترضه بعض العوائق التي قد تعيق بعض الإصدارات، ومن أهمها «المادة» التي هي عصب الحياة لكل كائن.

* دعاني لكتابة هذا المفتتح؛ زيارة إخوانية قام بها لي الأستاذ الدكتور الناقد الأديب الشاعر يوسف حسن العارف؛ هو وأحد أشقائه الفضلاء الأستاذ الشاعر/ محمد حسن العارف، بداري الكائنة بالطائف عشية يوم طائفي جميل.. زيارة سعدت بها من وجوه عديدة منها: أنني تعرّفت على والدهم الفقيه الشيخ حسن محمد العارف -رحمه الله-، وكان إماماً في أحد مساجد قرية الذيبة ببني سعد من ضواحي الطائف، ومعلماً لبعض فتيان القرية، وتوطدت المعرفة بيني وبينه أكثر؛ عندما تعيَّن موظفاً بإدارة تعليم البنات بالطائف، وكنتُ حينها أحد المسؤولين فيها، وقد وجدتُ فيه الجد والإخلاص وحسن التعامل، وكان موهوباً في الشعر وذو دراية بفنونه. وكثيراً ما كان يمتّعنا بجميل شعره، وخاصة في الاجتماعات الإخوانية والرحلات البرية، رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته.

* تُمثّل زيارة أبنائه لي الاقتداء بالسنة؛ التي تحث الأبناء التواصل مع أصدقاء والدهم، وتعهدهم بالسؤال والزيارات من حينٍ لآخر، تحقيقاً لمقتضى السنة وتخليداً لذكراه، فجزاهم الله خيراً، وجعلهم قدوة للآخرين من الأبناء في إحياء هذه السنة، التي كادت تُنسى في هذا الزمان.

* وقد أهدياني خلال زيارتهما لي، قصيدة شعرية إخوانية من نظم الأستاذ محمد حسن العارف، أحد أبناء الراحل بعنوان: (شعر الوفاء.. لخير الأصدقاء) باسم والدهم - رحمه الله -، اخترت بعضاً من أبياتها لضيق مساحة المكان، وأعدهم - إن شاء الله - باحتوائها كاملة في كتابي: (من أدب الإخوانيات)، الماثل للصدور قريباً بإذن الله، شاكراً لهما زيارتهما لي، والمشاعر الفياضة التي غمراني بها من خلال قصيدتهم الإخوانية المعبرة، التي أرى أنني أقل مما قيل عني فيها:

قسماً بمن جعل النجوم دلائلاً

تهدي الحيارى في دجى الظلماءِ

فلأنت أغلى صاحباً أحببته

في الله دوماً قلتها بجلاءِ

ولأنت أغلى من عرفت مؤاخياً

تعطي وتبذل دائماً بخفاءِ

فبحبك الفياض كنت مكرماً

بين الرجال تفوز بالعلياءِ!

Ali.kodran7007@gmail.com

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store