Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. محمد سالم الغامدي

يا وزير التعليم.. سئمنا التجارب ومكاننا نسير!

A A
على ما يبدو أن مسيرة التعليم المتثاقلة الحركة منذ عقود والتي كان يغلب عليها خوض التجارب غير الناجحة ليس لفشل التجربة ذاتها بل لفشل التطبيق والعشوائية في التنفيذ دون دراسة مسبقة للميدان ومتغيراته وظروفه وللبيئة السعودية أحياناً بالإضافة إلى سعي البعض إلى بناء مجد شخصي يسجل باسمه لتجذير كرسيه لا بعمل مؤسسي ينطلق من الأعمال التي سبقته ويخدم الأهداف التنموية، لذا أتمنى منك يا معالي الوزير الذي سعدت ومعي الملايين بما قرأته ضمن سيرتك الذاتية بحجم المنجزات التي سجلت تحت إدارتك في سابك أو غيرها، نأمل منك أن تحدث في نظامنا التعليمي الكثير من التغيير الإيجابي لتوافق طموح قيادتنا رعاها الله وطموح أفراد المجتمع.

وحتى يتحقق ذلك أتمنى من معاليكم الاهتمام بالبنية التحتية لنظامنا التعليمي كالمعلم الذي يحتاج إلى الكثير من القرارات الهامة لتطويره كي يقوم بدوره الحقيقي والهام جداً وتعديل أنظمة إعداده في الكليات التربوية فواقع الحال في تلك الكليات حتمًا لن ينتج إلا الفراغ الفكري والثقافي والمهني للمعلم بالإضافة إلى تكثيف التدريب الميداني المنتهي بشهادات مهنية موثقة لمزاولة مهمته في الميدان.

وفي جانب آخر لابد من إعادة النظر في طرائق التدريس المتبعة منذ عقود في الميدان المدرسي التي يستوجب أن تتحول إلى الورش والمعامل والتدريب خارج المدرسة في الشركات الكبرى ذات العلاقة بكل تخصص بدلاً من طرق التلقين المتبعة والباهتة التي تنتهي حتماً بالنسيان.

ولابد أن تتحول مدارسنا إلى محاضن لتفريخ المواهب والقدرات والتجارب المبدعة التي تكتنزها عقول الطلبة والتي غالباً ما تموت أو يذبل أكثرها إما كمداً أو تجاهلاً من الميدان.

وفي جانب آخر هو في غاية الأهمية لا بد من القضاء على عمليات التضليل الهرمي المتبعة في ميداننا التعليمي منذ عقود من خلال اتباع التضليل في التقارير بدءاً من مدير المدرسة ومرورًا بالمكاتب التعليمية وانتهاءً بمدراء التعليم فالجميع حريصون على إرضاء رؤسائهم بالتقارير الوهمية المضللة في معلوماتها.

والأهم من كل ما سبق يا معالي الوزير هو أن يعاد النظر في تعليم أطفالنا في المرحلة الابتدائية وقبلها الروضة فهي أهم مرحلة كونها تعد قاعدة هامة جداً لبناء وتوطيد الأساس الفكري والمهاري للطالب من حيث البرامج لتنمية قدراته الفكرية كفتح برامج التفكير والمهارات في مرحلته فطلابنا وللأسف الشديد أصبحوا لا يجيدون الكثير من المهارات كالكتابة والإملاء والقراءة ولا حتى الحوار بل أصبح أغلبهم كالببغاوات يرددون دون علم وتفكير وهذا بالطبع أدى إلى أن الميدان خارج المدرسة بكافة مخرجاته التقنية سحب الطلبة والطالبات إليه يطوعه كيفما شاء.

وفقك الله يا معالي الوزير ولدي الشعور بأن مرحلة التجديد والتطوير الحقيقية ستبدأ من فترة معاليكم، فقط أتمنى أن تحسنوا اختيار الكوادر العاملة معكم ليرتقي بالنظام التعليمي، فالعملية التعليمية حتماً ليست فردية بل جماعية تكاملية.. والله من وراء القصد.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store