في العاشر من شهر اكتوبر كان احتفال أهل الأرض باليوم العالمي للصحة النفسية ليؤكد فيه المختصون على أهمية الوعي بمفاهيم الصحة النفسية وكيف يكون الانسان متوافقا مع نفسه ويشعر بالسعادة مع محيطه ومع الآخرين وكيف يحقق ذاته ويستثمر قدراته وإمكاناته إلى أقصى حد ممكن ليكون قادرًا على مواجهة متطلبات الحياة وتحدياتها المتنوعة.
الحالة النفسية للموظف تؤثر بشكل كبير في إنتاجيته وعطائه وفي تعاملاته مع زملاء العمل، بعض الموظفين يعد طاقة مشعة في المكان تستبشر بمقدمه وتحب أن تتواصل معه طوال ساعات الدوام يشعرك بأن الدنيا جميلة تستحق أن نحيا فيها بحب وتجدد ورغبة أكيدة في العطاء والإنجاز والإبداع والابتكار أيضًا في أساليب العمل، شخصية تأسرك بحضورها وبالنور الذي يشع من عينيها متفائلة محبة للخير وتعطي بلا مقابل وبدون انتظار الشكر من أحد تستشعر العطايا الربانية وتستثمر سنوات الشباب في العمل الجاد المخلص بكل انتماء للمؤسسة التي يعملون بها ويؤمنون بأن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا، يجدون البركة في كل شيء يحيط بهم ويستشعرون المعنى الحقيقي للسعادة المؤسسية من خلال إنجازاتهم وحبهم الخير للغير.
الابتسامة هي رسول المحبة ينشرونها في كل مكان، طموحاتهم تعانق السحاب يرون الدنيا بجمال ألوان الطبيعة وينعكس هذا على اختياراتهم الموفقة في كلماتهم التي يتلفظون بها وفي الألوان التي يرتدونها والالتزام بأدق تفاصيل العمل يبحثون عن التميز في الأداء وتحقيق معايير التميز الحقيقي اليومي يعرفون جيدًا سبر القلوب والعقول معًا يستوطنون في ذاكرتنا على مر السنين لا ننساهم عندما نحن لذكرياتنا معهم نجد الابتسامة تعلو محيانا بمجرد رسم صورة هذا الانسان في خيالنا حتى ولو فارق الدنيا ومن فيها تبقى ذكراه حاضرة بيننا مهما باعدت بيننا وبينهم الأيام.
وعلى النقيض تمامًا هناك أشخاص سلبيون في بيئات العمل يعانون من مشاكل نفسية واضطرابات سلوكية لا يعترفون بها ولا بخطورتها على الجو العام في العمل تجدهم دومًا يرتدون القبعة السوداء والنظارة السوداء لا يرون النور المشع حولهم يكثرون من الشكوى والتذمر والإحباط لا يحاول الخروج من هذه الدائرة الضيقة التي تؤثر لا محالة في انتاجيته وفي إنتاجية فريق العمل في المؤسسة وهذه الطاقات السلبية تجعل من توافه الأمور مصائب عظمى ويعملون بكل جهد لزيادة حدة التوتر في العلاقات ويتناقلون الأخبار السيئة ويروجون للشائعات فشلوا في معالجة نفوسهم والتصالح معها ويحاولون بكل قوتهم أن يكون جميع من يحيط بهم على هذه الشاكلة.
في مسيرتي المهنية عايشت كلا النوعين من البشر ونصيحتي المختصرة، احرصوا على مخالطة ومعاشرة النوع الأول فالحي يحييك ويزيدك تألقًا وجمالاً روحيًا ونفسيًا ويجعلك أكثر اشراقًا وبشاشة وعطاء وتميزًا في كل أمور حياتك الشخصية والمهنية، أما النوع الثاني لا تقتربوا منه ولا تستمعوا اطلاقًا لكل الرسائل السلبية التي يحاول أن يؤثر بها عليك مهما كانت قوة كلمته لا تترك الفرصة للنفس التي قد تضعف أحيانًا بسبب مشاكل صحية أو أسرية أو اجتماعية.
كلمة شكر وعرفان للمركز الوطني لتعزيز الصحة النفسية.. تابعت المؤتمر العلمي وأوراق العمل المتميزة التي تم طرحها من قبل نخبة من الخبراء والمختصين من أبناء وبنات الوطن وقد تم نشر دليل الصحة النفسية في بيئة العمل في مواقعهم الرسمية وتم تداوله عبر منصات التواصل الاجتماعي حري بنا جميعًا اقتناؤه والاطلاع عليه والعمل بموجبه من أجل بيئات عمل صحية نفسيًا، وتحية لكل انسان متخصص في مجال الصحة النفسية ساهم بعلمه وقدم نصائحه وارشاداته للمجتمع في عمل تطوعي مثمر وما أجمل أن نحرص في بيئات التعليم على وجه التحديد للعناية بصحة المعلمين والمعلمات والطلاب والطالبات النفسية من أجل مستقبل الأجيال ووطن يعيش على ثراه مواطنين أصحاء جسديًا ونفسيًا ودمتم جميعًا بتمام الصحة والعافية.
myghamdi90@
gmail.com
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
