Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. علي آل شرمة

المملكة في عهد سلمان.. تنمية وأمان

A A
يعيش السعوديون هذه الأيام أجواء الذكرى الثامنة لبيعة مليكهم وقائد مسيرتهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-، فتلهج ألسنتهم بالشكر لله تعالى الذي أكرمهم بهذه القيادة الرشيدة، التي لم تتوان عن تلبية تطلعاتهم وترجمة أحلامهم وتحقيق رغباتهم، وتمتلئ دواخلهم فخراً وهم يشاهدون بلادهم تنتقل من نجاحٍ إلى آخر، وتقطع كل يوم خطوات واسعة في طريق التطور والنهضة والنماء.

في هذه المناسبة الغالية التي تُمثِّل لحظة فارقة من تاريخ بلادنا، يجدر بنا أن نتوقف قليلاً لنُجدِّد الانتماء لبلادنا، التي اختصها الله سبحانه وتعالى بأن جعلها حاضنة حرميه الشريفين، وأرض رسالته الخاتمة، ومنبع النور الذي ملأ الدنيا وعمَّ الكون، ونعيد البيعة والولاء والطاعة لهذه القيادة الرشيدة، التي بذلت ولا تزال تبذل جهوداً متواصلة للتطوير والنماء والنهضة، فهذا أقل ما نستطيع أن نُعبِّر من خلاله عن الشكر الذي به تدوم النعم. يجدر بنا ونحن نعيش هذا الإرث المتواصل من القيادة الحكيمة، أن نتأمَّل الإنجازات العظيمة التي تحقَّقت خلال السنوات الثماني الماضية، وما قطعته بلادنا من خطواتٍ واسعة في سبيل الرفعة والازدهار، وما أنجزته من أهدافٍ إستراتيجية متعددة، والمكانة الرفيعة التي باتت تتمتع بها وسط الأمم، نتيجة لتفاعلها الإيجابي مع قضايا العالم ومشكلاته الملحة.

فعلى الصعيد الاقتصادي، حققت السعودية قفزات تنموية هائلة، تمثَّلت في المشاريع العملاقة التي يجري تنفيذها، وشارف بعضها على الانتهاء، وهي مشاريع نوعية جاءت في سياق رؤية المملكة 2030، التي هدفت لتنويع مصادر الدخل، وعدم الاعتماد على النفط كمصدر وحيد. وهذه المشاريع تمتاز برؤية اقتصادية متكاملة، سوف تُسفر عن تحقيق الإضافة الإيجابية المطلوبة التي تؤدي في الأخير إلى تحسين حياة المواطن، ورفع مستواه المعيشي.

وعلى المستوى الاجتماعي، فإن بلادنا تمر بمرحلةٍ مفصلية من تاريخها، تشهد فيها حراكاً كبيراً لتطوير واقعها، والاندماج مع محيطها الإقليمي والعالمي، إضافةً للاهتمام الذي توليه القيادة الحكيمة لقطاع الشباب، حيث تُركِّز على مساعدتهم لتطوير قدراتهم ورفع كفاءتهم، ليتولوا مسؤولياتهم بوصفهم نصف الحاضر وكل المستقبل. وفي هذا السياق لابد من الإشادة بالتوجُّه الأخير للتحوُّل نحو اقتصاد المعرفة، وتوطين التقنية، وتطوير التعليم، وذلك لتحويل المملكة إلى قلعة تكنولوجية، ووجهة رئيسة في المنطقة، تستقطب أصحاب القدرات المتميزة، بحيث تصبح مركزاً للموهوبين والمخترعين، لاسيما بعد تزايد الاهتمام بمخرجات الذكاء الاصطناعي.

ولا ننسى في هذا المقام الإشارة إلى الحملة المكثفة ضد أوكار الفساد المالي والإداري، والتي تهدف لتطهير كافة مرافق الدولة من العناصر التي ماتت ضمائرها، واستحلَّت لنفسها الاستيلاء على المال العام، وتجييره لمصلحتها. وهذه الجهود المتواصلة لاقتلاع جذور الفساد تحظى بتأييد شعبي واسع، لأنها لم تستثنِ أحداً، وطالت كل المرافق والقطاعات الحكومية، ونجحت خلال الفترة الماضية في تحقيق نتائج باهرة، واستطاعت استعادة أموال طائلة تمت إعادة ضخها في شرايين الاقتصاد من جديد، ويتوقع أن تُسرِّع من عملية التنمية، وزيادة القوة الشرائية وإنعاش الأسواق.

هذه الإنجازات الرائعة المتلاحقة جاءت نتيجة - بعد توفيق الله تعالى - لرؤية المملكة 2030، التي يقف وراءها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله-، لصنع واقع جديد، حيث أخذت في الاعتبار الواقع الحالي، واستشرفت المستقبل بطموحٍ لا تحده حدود، فأصبحت بمثابة خارطة الطريق لكافة مرافق الدولة، ونالت بسبب تميُّزها إشادة معظم دول العالم، وإعجاب كبريات الشركات العالمية التي تسابقت للمشاركة في تنفيذها على أرض الواقع، وأصبحت بذلك بلادنا بيئة جاذبة للاستثمارات الأجنبية.

ولأن مَن لا يشكر الناس لا يشكر الله، كما جاء في الأثر، فإن الواجب يقتضي منَّا تعزيز اللحمة الوطنية، والمزيد من الالتفاف حول ولاة أمرنا، وتفويت الفرصة على المتربصين بأمننا واستقرارنا، الذين لا همَّ لهم سوى محاولة شق الصف الوطني، وهي محاولات يائسة وبائسة لن يكتب لها في النهاية سوى الفشل الذريع.

وما دامت هذه القيادة الرشيدة موجودة بحمد الله، فإنني على ثقة بأن هذه المناسبة السعيدة سوف تأتي مرات عديدة وراية التوحيد عالية خفَّاقة، وبلاد الحرمين الشريفين تُواصل السير على طريق التنمية والنماء والازدهار، وسيجني شعبها النبيل نتاج الجهود المستمرة التي تبذلها قيادته؛ لتعزيز رفاهيته، وتحسين مستوى معيشته، ورفع شأنه بين الأمم والشعوب.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store