Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. أحمد أسعد خليل

الإدارة بالتفصيل!!

A A
بدأتُ منذ فترة ليست بالقصيرة؛ تتبُّع الأعمال الإدارية ونظرياتها القديمة والحديثة، والمسميات الإدارية التي قد تختلف صورها ومسمياتها، وقد كتبتُ عن بعضها سابقاً، من خلال مقالي الأسبوعي، أو من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أنه ما زالت هناك العديد من أنواع الإدارات التي تعاني من التركيز على تطوير بيئات العمل؛ إلى جوار التطوير الإداري لفرق العمل بمختلف مستوياتهم الإدارية، وما زالت تتواجد هذه الصور القاصرة في بعض المجمَّعات الإدارية، ولكن بنسبٍ مختلفةٍ، ومع تطوُّر أدوات القيادة الإدارية ومعطياتها وبرامجها، لابد من القضاء على الظواهر السلبية في بيئات العمل المختلفة، واكتشافها مبكرًا، وتقديم العلاجات المناسبة، وسرعة علاجها.وسوف أضع بين يدي القارئ؛ سلسلة مقالات عن بعض أنواع الإدارة وصورها المتجددة، وكيفية تأثيرها الإيجابي أو السلبي على الإدارة، وأيضاً على الموظف، وكيفية التخلص منها بشكلٍ عاجل.

ومقال اليوم هو عن الإدارة بالتفصيل، وهذا النموذج والنهج الإداري ينشأ من قِبَل الإدارة، وهو أن تقوم الإدارة بتفصيل الوظائف في المنشأة حسب العاملين بها من قياديين أو موظفين، دون النظر بشكلٍ دقيق في توفُّر القدرة أو المهارة المطلوبة لهذه الوظيفة من قِبَل مَن سيشغلها، وتعمل على مبدأ الوظيفة للموظف، وليس الموظف للوظيفة، وتظهر مع هذا المبدأ العديد من الصور، مثل تفشِّي المحسوبية والواسطة المذمومة بشكلٍ كبير، وقد يظهر مع هذا النوع إهدار للقدرات الحقيقية لجميع العاملين، وأيضاً عدم تطبيق نموذج مهام الوظيفة الثابت؛ والعمل به للجميع بمساواة وظيفية، وكذلك غياب نظام الترقية والحوافز بشكلٍ واضح.

الإدارة بالتفصيل إذا استمرت لفترات طويلة، قد تصل بحالة المنشأة إلى إنتاجية ضعيفة تنعكس على العمل بشكلٍ عام، ويكون تقييم الأداء غائب أو غير دقيق، وبالتالي فرص التقدم والتطور للموظف لا تعكس الواقع الحقيقي، ومعها تغيب الترقية والحوافز المناسبة، وتكون حسب الرغبات والأهواء للإدارة، ويُظهر غياب التنافس بين العاملين، تفشِّي اللامبالاة، وهدر ساعات العمل من قِبَل الموظفين، وتصبح بيئة العمل غير عادلة وغير جاذبة. هذا النوع من الإدارة يُفضَّل التعامل معه من قِبَل الموظف بأداء المهام المطلوبة؛ حسب توجيه الإدارة الشفوية، أو التعليمات فقط دون غيرها، وتقديم تظلُّم للإدارة العليا حول آليات العمل وضعف الإنتاجية، ونصيحة أخيرة للموظف، إما الصبر أو الرحيل، والبحث عن فرص وظيفية في بيئة عمل وتقدُّم أفضل.

وعلى الإدارة أن تعمل جاهدة على إيقاف العمل بهذه الصورة، والعمل على تعديل مسارها بالالتزام بأنظمة ولوائح العمل التي وضعتها، ووضع الموظف المناسب بالمكان الصحيح الذي يُحقِّق الأهداف العامة للمنشأة، ولابد أن يتم هذا الأمر بشكلٍ عاجل.

(يتعلَّم الحكماء من أخطاء الآخرين، بينما يتعلَّم الحمقى من أخطائهم الخاصة).

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store