Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

الفساد وبرّ الأمان!!

A A
ألا توجد وسائل تقينا من الفساد المالي والإداري بدلاً من معالجته بعد حصوله؟ وبعد أن تطير طيور الفساد بحصادها منه؟ وبعد أن يصعب أو يستحيل اكتشافه؟، لقد قيل في الأمثال: إنّ الوقاية خيرٌ من العلاج، ولا ينطبق هذا على المرض فقط، بل كذلك على الفساد الذي هو أخطر من المرض، لأنّه هو الذي يجلب المرض لغير الفاسدين بعد أن ينهبهم الفاسدون ويستأثرون بحصاد الفساد من مال عام ووظائف عامة وغيرهما.

والوقاية من الفساد أفضل من معالجته بعد حصوله لأنّ المجهود الذي يُبذل للوقاية أقلّ بكثير من المجهود الذي يُبذل للمعالجة من كلّ النواحي المالية والإدارية والبشرية واللوجستية.

ولعلّ الوسيلة الأولى والأهم للوقاية من الفساد هو تقوية الوازع الديني، وليتنا نتناول الفساد من ألِفِه ليائه في مناهجنا الدراسية، كي تحذره الأجيال منذ نعومة أظفارهم، فيستشعرونه بأنّه عندنا أقبح منه عند غيرنا، لأنّنا جيران بيت الله الذي حرّم الفساد في أقصى الأرض فما بال جوار بيته، وخصوصيتنا كسعوديين تتجلّى فيما تتجلّى فيه بضرورة استشعار الجميع لهذا، فتكون خصوصية نقيّة.

وليتنا نُفعّل تقديم المسؤول قبل أن يقعد على كرسيّ وظيفته في يوم دوامه الأول كشفاً بحساباته البنكية وأملاكه في الداخل والخارج، مع كشوفات مثيلة لأقربائه من الدرجة الأولى، وليتنا نُفعّل أيضاً تقديمه كشفاً بأسماء أقاربه من الدرجة الأولى حتّى الدرجة (التسعطعشر) المناطقية في الجهة التي عُيِّن فيها مسؤولاً قبل تربّعه على كرسيّه مع تقديمه تعهّداً ولا مانع من تقديمه ليمينٍ مُغلّظة بعدم تفضيله لأقربائه عند التوظيف على حساب المؤهّلين الذين لا يَمُتُّون له بصلة قرابة، وما حدّدْتُ درجة (التسعطعشر) إلّا من باب تضخيم وتقبيح وتشنيع فيتامين (واو) الذي بفضله قد يتوظّف أقارب المسؤول ولا عزاء لغيرهم.

الفساد هو السرطان، والوقاية منه هي برّ الأمان.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store