دعم مشاريع وأبحاث النوابغ، يعتبر من الإستراتيجيات التنموية التي تستهدف بناء منظومة مستدامة ومتكاملة للنابغين، وتعظيم أثرهم وإسهاماتهم العلمية؛ ومشروعاتهم الفكرية، والتصدي لظاهرة هجرة العقول، من خلال خلق فرص واعدة لهم، واستثمار إبداعاتهم لدفع عجلة التنمية.
وانطلاقاً من حرص حكومة بلادنا وما توليه من دعم لا محدود؛ للتعرف على الموهوبين والنوابغ المتميزين، وأصحاب المواهب الاستثنائية ورعايتهم، وتحفيز الجهود للكشف عنهم، جاءت فكرة البرنامج الوطني للكشف عن الموهوبين والمبتكرين بالشراكة بين وزارة التعليم ومؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع (موهبة)، من خلال تطبيق أدوات ومقاييس مقننة مبنية على منهجية علمية، تستند إلى أبرز الممارسات التربوية للانتقاء السليم للموهوبين والموهوبات من الطلبة والطالبات في مجالات العلوم والتقنية، بما يُرسِّخ الإيمان العميق بأهمية اكتشاف هذه الفئة لدعم التحول إلى المجتمع المعرفي، بما يساهم في تحقيق التنمية المستدامة.
وفي هذا السياق، سررنا بإطلاق دلة البركة مبادرتين نوعيتين، الأولى «نوابغ المستقبل»، المعنية بدعم الموهوبين والمتفوقين من أبناء وبنات الوطن، بتمكينهم وتبني مسيرتهم الأكاديمية في أرقى الجامعات العالمية، بالشراكة مع مؤسسة «صالح عبدالله كامل الإنسانية»، والثانية «غراس السعودية الخضراء».
تقوم آليات مبادرة «نوابغ المستقبل»، على اختيار أعداد من المتفوقين للبرنامج من خلال معايير التقييم والاختيار الدقيقة التي تشمل التحصيل الأكاديمي والقدرات والمهارات الذهنية والنفسية والاجتماعية، ومن ثم تدريبهم وتأهيلهم ببرامج متخصصة؛ لضمان جاهزيتهم للالتحاق بأرقى المؤسسات الأكاديمية والجامعات العالمية، ومتابعة مسيرتهم التحصيلية والعلمية، ليعودوا نوابغ يخدمون الوطن في مختلف التخصصات الدقيقة، والمناصب القيادية التي تُلبِّي طموحاته، وتحقق أهداف رؤيته.
إن مثل هذه المبادرات التي تطلقها بعض مؤسسات القطاع الخاص، إنما تترجم حجم الحس الوطني لديها، وتجسد استشعارها بمسؤولياتها تجاه الوطن وأبنائه، وحرصها على مشاركتهم في مشروعه النهضوي، خاصة أن الموهوبين والمبدعين هم قادة المستقبل وركيزة الوطن في نهضته ورقيه، بل هم الرقم الأصعب الذي جعل من المعرفة مدخلاً رئيساً للتطور، بما يمتلكونه من عقول مستنيرة.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
