Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. محمد سالم الغامدي

المصير الحتمي للمفسدين

A A
عندما يطلق مفهوم الفساد دون تخصيص فإن المتبادر إلى ذهن المتلقي هو ذلك العمل غير الصالح في مجالات الحياة سواء كان ذلك في مجال الدين أو المجال الدنيوي، وهذا بالطبع يؤكد أن الفساد بكل صوره وأشكاله مخالف لكل التعاليم السماوية التي وردت في الكتب المنزلة على الرسل ومخالف أيضاً للفطرة البشرية التي فطرت عليها حتى عند الشخص المفسد نفسه فلو سألته عن ذلك العمل الذي قام به دون الإشارة إلى شخصه الفسادي لوجدته يمقته ويمقت من يفعله لكن البشر بطبعهم ميالون إلى حب المال والجاه والشهوات ومن هنا يجد الشيطان الف سبيل وسبيل ليدخل من خلاله ويوسوس للإنسان بما سيجده من الملذات الدنيوية فينحرف ويتماهى في ذلك الطريق تحت مظلة الوسوسة الشيطانية.
والفساد بالطبع لا يقصد به الفساد المالي الذي ورد ذكره في كتاب الله تعالى حين قال (وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا) أو الفساد الإداري بكل صوره لجلب مصالح دنيوية قد يكون لها وبالاً عظيمًا على المفسد بعد حين كما حدث للكثير من ممارسي الفساد المالي والإداري في مجتمعنا والذين يعدون مثالاً قبيحاً يستوجب مقته والابتعاد عن طريقه، لذا يستوجب على كل من تولى منصباً أو أوكل إليه مهمة أن يرتدع قبل الوقوع في شراك ذلك العمل غير الصالح، فالشيطان حتمًا سيزين ذلك له ليوقعه في الممنوع شرعاً وخلقاً الذي سيجد عقابه عاجلاً أم آجلاً، ولعل العقاب الدنيوي الذي سيواجهه مثل هؤلاء المفسدين يعد هيناً، أما عقاب الله تعالى الذي ينتظره في يوم الحساب فهو حساب عظيم وشديد فهو لن يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ثم تكون النتيجة أن يرمى بها في الجحيم. ولعلي هنا ومن خلال هذه النافذة أتمنى من كل المنابر الإعلامية بكل صورها المقروءة والمسموعة والمرئية والدعوية وخاصة منابر المساجد التي أراها تكرر الكثير من الخطب منذ قرون والتي عفا عليها الدهر وشرب والتي لا تمس بالذكر مثل هؤلاء المفسدين، أتمنى منهم جميعاً أن يكثفوا خطبهم وبرامجهم نحو كشف حجم وضرر ذلك الفساد الذي ينخر جسد الأمم وينحرف بأفرادها حتى تصبح تلك الأمم مفككة القيم والسلوكات وضامرة المبادئ والوازع الديني.. والله من وراء القصد.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store