Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

قصّتنا مع الشمس!!

A A
لا يتمتّع شعبٌ من شعوب العالم الكثيرة بشمسٍ ساطعة طيلة جُلّ أيّام السنة أكثر مِنَّا نحن معشر السعوديين، والشمس هي مركز الحرارة الكونية، ومكّة المكرّمة بكعبتها الشريفة هي مركز الكرة الأرضية، والمراكز تتجاذب لبعضها البعض بإذن ربٍّها الواحد القهّار، والمركزان يمنحان المخلوقات الدفء المادي والدفء الروحي.

ومع ذلك، فنحن من أقلّ الشعوب استفادةً من الطاقة الشمسية الهائلة، وإن لم تُصدّقوني، فاستمعوا لآخر إحصائية عن كون 70٪ من السعوديين ينقصهم فيتامين «د»، الذي مصدره الأكبر يأتي من الشمس، ويُهْدِرون مئات الملايين من الريالات سنوياً على إجراء تحاليل الفيتامين في المختبرات، ثمّ شرائه من الصيدليات، وإن كان نقص الفيتامين مصيبة، فمصيبته عند المختبرات والصيدليات فوائد، والأطبّاء في الولايات المتّحدة الأمريكية وأوروبّا يعتبرون الفيتامين هرموناً، أكثر منه فيتاميناً، أو مُكمِّلاً غذائياً، دلالةً على عظم فائدته.

من ناحية أخرى، أتمنّى إنجاز كلّ ما جاء في رؤية 2030 من استخدام الطاقة الشمسية في العديد من الأمور، منها توليد الكهرباء، التي تستهلك طريقة توليدها التقليدية؛ الكثير من الموارد النفطية ومشتقّاتها، وتتمخّض عنها فواتير مرتفعة على المواطنين، حتّى أصبحت همّاً مالياً عليهم يستنزف رواتبهم، عكس الكهرباء الشمسية الأقلّ تكلفةً والأكثر نفعاً، فيُستفاد منها في مجالاتٍ كثيرة يعرفها المختصّون، وما زلت أحلم بصناعة سيّارات وسفن وطائرات وآلات وغيرها تعمل بالطاقة الشمسية، لِمَ لا؟ على أيدي مهندسين وعمال سعوديين، وبمواد خام ومعدّات سعودية، فضلاً عن رأس المال، لتكتمل عناصر الصناعة الوطنية مئة بالمئة.

وكما صدح الموسيقار المصري الراحل سيّد درويش بأغنية: (طِلْعتْ يا مَحْلا نورها شمس الشمّوسة)، أستشرف طلوع شمسٍ جديدةٍ علينا، فيها الخير لوطننا الغالي، وفيها الاستفادة ممّا سخّره الله لنا من نعمةٍ عظيمة، هي الشمس، وتأسيس صناعات شمسية متطوّرة مضمونة الفائدة بإذن مَن خلقها ليوم الدين.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store