Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محسن علي السهيمي

عبدالواحد جدعان.. في خدمة القرآن

A A
هكذا قُدِّر له أن يعيش أكثر سِنِي عمره مع القرآن الكريم، وهكذا هو لا يستطيع أن يبرح رياضَ القرآنِ الكريم وأفياءَه، متعلمًا ومعلمًا، وخادمًا ومشرفًا وداعمًا. حينما تُذكَر حلقات تحفيظ القرآن الكريم في محافظة العُرضيات (أقصى جنوب منطقة مكة المكرمة)، وتحديدًا في مركز العرضية الجنوبية، يبرز وبكل جلاء اسم الشيخ عبدالواحد جدعان المشرفي القرني، الذي نذر وقته وجهده وماله لخدمة كتاب الله والقيام عليه. عبدالواحد جدعان اسم ارتبط منذ ما يزيد على ثلاثة عقود بكتاب الله؛ فيُحسب له هو وثلة من أهل قريته - قرية (مشرف) - أنهم أسسوا حلقة تحفيظ في قريتهم، وقاموا عليها بأنفسهم، وتعهَّدوها حتى استطاع الشيخ عبدالواحد أن يلحقها وغيرها بجمعية تحفيظ القرآن الكريم بمحافظة بلجرشي، لتتولى الجمعية الإشراف عليها في عهد رئيسها الأول الشيخ محمد علي بن جمَّاح رحمه الله، ثم عمل الشيخ عبدالواحد على استقلال حلقات التحفيظ في العرضية الجنوبية بجمعية خاصة بها تتعهَّدها وترعى شؤونها، وقد تحقَّق له ذلك؛ فأصبح لحلقات التحفيظ هناك جمعيتها المستقلة التي كان المؤسس لها الشيخ عبدالواحد، وعلى إثر هذه الجمعية الوليدة ظل الشيخ عبدالواحد يشرف عليها ويتعهَّد خطواتها، فتوسعت الحلقات حتى أصبح عددها اليوم -بحسب ما ذكر لي الإعلامي محمد أحمد القرني- حوالى (٤٥) حلقة، فيها حوالى (١٣٠٠) طالب وطالبة، ويشرف عليها (١٨) معلمًا و(٢١) معلمة، وتخرَّج منها عشرات الحفَّاظ والحافظات. وقد عُني الشيخ عبدالواحد بمقرها وما يتطلبه من إمكانات وتجهيزات، كما عُني بتنوع مداخيلها، ولا يزال يواصل شغفه بالقرآن وخدمته والعناية به، وبحلقاته ومعلميه ومعلماته وخدمة طلابه ومنتسبيه، حتى لتظن أنه لا يجد نفْسه إلا في خدمة القرآن، ولا يحلو له مكان إلا جمعية القرآن وحلقاته، ولا تأنس نفسه إلا في وارف ظلاله وأفيائه. ومع كل هذا الشغف بخدمة القرآن الكريم لدى الشيخ عبدالواحد؛ إلا أنه لم يكتفِ به -مع عظيم فضله وشرف الاشتغال به- فكانت له اشتغالات أخرى في الجانب الاجتماعي والخيري؛ بهدف تقديم الخير والنفع والإصلاح. فمنذ ثلاثة عقود وهو يؤم المصلِّين في الجامع الكبير في قريته، ويخطب فيهم واعظًا وناصحًا ومرشدًا للخير؛ ودالَّا عليه، كما كان له في التعليم نصيب وافر؛ فقد عمل معلمًا للأجيال، متنقلاً بين مراحل التعليم، الابتدائية والمتوسطة والثانوية، كما مارس الإدارة في بعض مدارس المركز، كذلك عمل مشرفًا في الإشراف التربوي، فكانت له بصماته الجلية في تلك المحاضن التعليمية والتربوية. يُذكر له أيضًا أنه كان أحد مؤسسي جمعية البر الخيرية بالعرضية الجنوبية، وعضوًا في مجلسها الأول، كذلك كان أحد مؤسسي جمعية الدعوة والإرشاد في العرضية الجنوبية، وعضوًا فيها، وكانت له إسهاماته في مجال الدعوة والإرشاد من خلال إلقائه المحاضرات والدروس والمواعظ في عدد من المساجد والجوامع داخل المحافظة وخارجها، وله عضوياته في عدد من المجالس والمراكز التعليمية والاجتماعية. ولأن الشيخ عبدالواحد رجل إصلاح، وكان يمارس الإصلاح بين الناس وعُرف بذلك، فقد وقع اختيار محافظ المحافظة الأستاذ علي بن يوسف عليه؛ ليكون عضوًا في لجنة إصلاح ذات البين في المحافظة؛ ليمارس مع أعضاء اللجنة الفضلاء دورهم الخيِّر في السعي بالإصلاح بين المتخاصمِين، بإشراف ومتابعة سعادة المحافظ.
مناقب الشيخ عبدالواحد متعددة، يُتوِّجها حُسن الخلق ولين الجانب، والتواضع وكرم النفس، وتُتوِّجها أياديه البيضاء بالخير والبذل والعطاء، والنفع لوطنه ومجتمعه.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store