Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
علي خضران القرني

من ذكريات القرية

A A
* مفتتح:

يا جارة الوادي طربتُ وعادني

ما يُشبه الأحلام من ذكـراكِ

مثلّتُ في الذكرى هواكِ وفي الكرى

والذكريات صدى السنين الحاكِ

* ذكرياتي في القرية، تظل عالقة بفكري، لن أنساها، نشأة، وتدرجاً، وراعياً للغنم، مع رفقة من فتيانها، نجوب بها وديان وشعاب وجبال القرية، حيث العشب والماء والكلأ، وهي المهنة التي اشتهر بها فتيان القرية -أي قرية- في مقتبل أعمارهم، وإذا بلغوا سن الرشد، تفرقوا في فجاج الأرض، منهم من اتجه للمدن الحضرية في طلب العلم والرزق معاً، ومنهم من ظل في قريته إلى جانب أسرته في مزاولة الفلاحة وتربية الماشية وهكذا.

ورغم رحيلي من القرية في سن مبكرة من عمري لإحدى المدن الحضرية، في طلب العلم والرزق معاً، إلا أن حبي لها جعلني أتردد عليها بين الفينة والأخرى، للاطمئنان على موروثاتي السكنية والزراعية وصلة الأقارب والأرحام فيها.

وقبل أيام -وكعادتي- قمت بزيارة وجيزة لقريتي آنفة الذكر بالعرضية الجنوبية ببلاد بني رزق بمحافظة العرضيات، قضيت فيها بضع ليالٍ استعرضت خلالها شيئاً من ماضي ذكرياتي فيها، وما تخللها من مواقف وذكريات ما زالت ماثلة في فكري لا تنسى.

ومن المصادفات الجميلة لهذه الزيارة، أن محافظة العرضيات قد أغاثها الله هذه الأيام بنصيب وافر من الأمطار الموسمية التي شملت منطقة الجنوب عامة فاخضوضرت أرضها ونشط مزارعوها في إثارة أراضيهم وزراعتها بأنواع المحاصيل الزراعية المألوفة في مثل هذا الفصل من فصول السنة المتعارف عليها.

وعدت من هذه الزيارة والجولة التي تخللتها مستلهماً معطياتها الأثيرة على نفسي ومسيرة حياتي أنا وأسرتي في القرية خلال تلك الحقب الماضية من الزمن داعياً المولى أن يرحم الوالد ويسكنه فسيح جناته، فهو من أوجد لنا بعد الله هذا الإرث القيِّم الذي تملكه قبل أكثر من (100) عام تقريباً ولا يزال مقصداً لنا يؤصل انتمائنا لهذا الجزء الغالي من مملكتنا الحبيبة -حماها الله وأعزها وأدام عليها الأمن والأمان-.

* خاتمة: الحديث عن محافظة العرضيات، وما حظيت به من تقدم ونهضة واهتمام في شتى مجالات الحياة، في العهد الزاهر، عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان -يحفظهما الله- قائد التغيير ومهندس التنمية صاحب رؤية المملكة (2030) التي اهتمت بالقرى قبل اهتمامها بالمدن.. لا تفي بحقها هذه العجالة، وحسبنا أن تضافر الجهود المبذولة والمتابعة المستمرة من محافظ المحافظة ومسؤوليها، والدعم اللامحدود والتوجيهات الموفقة والزيارات المتواصلة من صاحب السمو الملكي مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل والتي يشهد بها البعيد قبل القريب، كان لها الدور البارز في تقدم المنطقة وتطويرها نحو تحقيق ما تصبو إليه من تقدم ورفعة، ومازال الاهتمام بها وبمشاريعها الحاضرة والمستقبلية دائبًا وحثيثًا والأمل بتحقيق حلم الأهالي بافتتاح جامعة بها أو أحد فروع الجامعات القريبة منها تخفيفًا للطلاب من معاناة السفر للدراسة بعيدًا عنها.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store