Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
إبراهيم علي نسيب

الصورة !!

همزة وصل

A A
ما أفظع هذا الخراب الذي تتسابق إليه الأيدي، لتحمله إلينا في هيئة صورٍ مؤلمة للحياة التي يفترض أن نعيشها بعيدًا عن الصورة، بعيداً عن العيون التي ترقب وتتحسَّر وتتألَّم، وتُعاني من الفقر والتعب، الذي بات يأتيهم من خلال أولئك المهووسين، الذين يُحاصرونهم بالصورة التي لم تعد تخجل من أن تُقدِّم كل ما (لا) يهم الناس الذين هم منشغلون بالفعل عن صورهم؛ بأمورٍ تهمهم أكثر مما تتوقع، أنت وصورك «الخايسة» تلك؛ التي أصبحت كالهمِّ على القلب، فالناس (لا) يهمهم قهوتك ولا صورتها، و(لا) مقعدك في الطائرة، و(لا) تفاصيل رحلتك، و(لا) سيارتك، و(لا) حفلتك، و(لا) الأطباق التي صورتها ليراها الناس المسكونين بالأسى، لكنه الزمن الذي قدَّم هذه العقول الصغيرة، والتي باتت تعتني بأكثر اللحظات جنوناً، وأكثر اللحظات سخرية..!!

شيءٌ ممل أن تُحاصر نفسك بالصورة، مستخدماً كل أدوات التقنية لتمرير سخافتك للناس كلهم، وخاصةً بعض أولئك الذين بالفعل (لا) يخجلون من نقل صور (لا) تليق بهم، و(لا) بالوعي، و(لا) بالأدب، الذي بات ضحية تلك الحماقات، وتلك الحكايات السوداء، وتلك الأفعال الرخيصة، فمتى يتحرر أولئك من خديعة الصورة، ويمضون للحياة بعيداً عن جهلهم وصعودهم السريع، وانحدارهم المفجع متى!؟. هو سؤال مر وحامض وكريه، وثقيل على أولئك السذج الذين يعيشون في عالم يبيع لهم الوهم، ويمارس معهم لعبة تلو لعبة، وصورة خلفها مليون صورة..!!

(خاتمة الهمزة).. بدأت أكبر منصات التواصل في السقوط وتسريح العاملين، وسوف نرى النهايات قريباً لكثير منها، لكن متى!؟، (لا) أحد يعرف بالضبط الموعد، لكنه قريب!!... وهي خاتمتي ودمتم.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store