Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. أحمد أسعد خليل

سيول المدينة...

A A
لعل معظم الناس إما تابعوا أو حتى شاهدوا بأعينهم السيول التي تنشأ من هطول غزير للأمطار، ثم تبدأ بالانطلاق عبر المجارير المخصصة لها ضمن الأودية والسهول، وقد تتجاوز المسارات المألوفة لها بشكلٍ غير مسبوق دون إنذار، كما كان يحدث في السابق، ولكن هذا الأمر أصبح مرتبطاً بهيئة البيئة والأرصاد، التي ترصد التحركات السحابية، وتبني عليها التوقعات الممكنة من هطول الأمطار وكمياتها وغزارتها، وتتعاون في إبلاغ الجهات المختصة، كإدارة الدفاع المدني؛ لأخذ الحيطة والحذر، وكذلك إبلاغ المواطنين لتجنب التواجد في الأماكن المعرضة لكميات المطر الغزيرة، وأيضاً الابتعاد عن مجارير السيول وبطون الأودية مبكراً، وهذا الأمر يتم التواصل به مع الجميع من خلال الرسائل النصية، وكذلك من خلال مواقع التواصل الاجتماعي باستمرار، وفي وقتٍ مبكر.

وكما اعتدنا من سمو أمير منطقة المدينة المنورة الأمير فيصل بن سلمان بحرصهِ وتوجيههِ على سلامة المواطن ورعايته، فقد تم في الأيام الماضية - تحت رعاية سمو نائب أمير منطقة المدينة الأمير سعود بن خالد الفيصل - تنظيم أعمال ندوة «مخاطر السيول»، من قِبَل مديرية الدفاع المدني؛ بالتعاون مع فرع وزارة الموارد البشرية بالمنطقة، في مركز التنمية الاجتماعي بمحافظة العيص، وذلك بمشاركة المتخصصين في أكثر من 20 جهة حكومية على مستوى المملكة، وتهدف هذه الندوة - التي افتتحها مدير الدفاع المدني بالمنطقة اللواء الدكتور علي بن عبدالله الشهري - إلى استعراض التجارب والممارسات حول مخاطر السيول، ودراسة التحديات والمعوقات التي تحول دون تطبيق الخطط وتحليلها، بالإضافة إلى تقديم الحلول العلمية والعملية لمواجهة أخطار السيول، إلى جانب رفع مستوى الوعي الوقائي لدى السكان والأهالي، فضلاً عن تعزيز المشاركة المجتمعية في هذا الجانب، وشهدت الندوة التي حظيت بمشاركة المختصين، تنظيم 3 جلسات حوارية؛ شملت مناقشة واقع حوادث السيول، وبحث الممكنات، واستعراض الحلول وسبل المعالجة، كما صاحب الندوة - بالتزامن - عقد ورش عمل متخصصة لدراسة الدور التكاملي للجهات المعنية المشاركة في لجان الدفاع المدني الفورية والفرعية، وسبل تعزيز الجانب التنسيقي الاستباقي؛ وأثناء مواجهة حوادث السيول. وتضمنت الندوة تنظيم معرض توعوي مصاحب؛ شمل عدداً عن الأركان المشاركة، كمعارض آليات وعربات الدفاع المدني، والتجهيزات الفنية لأعمال الإنقاذ المائي.

وتم الخروج من هذه الندوة بالعديد من التوصيات؛ التي من شأنها رفع مستوى الوعي العام بمخاطر السيول، ومنها: نقل تجربة تأهيل المدرجات الزراعية والحصاد المائي لجبال الحجاز في منطقة المدينة المنورة، وإعادة تدوير مياه السيول للاستفادة منها، ومعالجة الاعتداء على الأودية من قبل الجهات المختصة، وكذلك العمل على تبادل الخبرات والتجارب المحلية الناجحة بين مناطق المملكة؛ لإثراء مهارات منسوبي المديرية، وتفعيل دور الإعلام الوطني المحترف، وصناعة مضامين توعوية بقوالب متعددة مختلفة، كتوظيف الدراما في ذلك برسائل ومقاطع قصيرة، وتفعيل دور وسائل التواصل الاجتماعي المتعددة لبث الوعي، بالإضافة للتذكير والتوعية بحقوق الأودية ومجاري السيول، وذلك بتعريف المجتمع لما يُدعَى بـ(حرية الأودية)، ومد جسور التواصل والتعاون البحثي والابتكار بين المديرية والجامعات العاملة في المنطقة للاستفادة من الخبرات الوطنية.

وحقيقةً، هناك جهود مُقدَّرة وحثيثة تقوم بها إدارة الدفاع المدني بالمنطقة، ولا تحتاج سوى التكاتف والتعاون مع تعليمات السلامة والالتزام بها من قبل الجميع في مختلف المواقع.

(ظاهرة التجمهر على الحوادث بكل أنواعها - من قبل البعض - للتصوير أو تداول الأخبار قبل صدورها من الجهات المختصة، أمر فيه من الخطورة على السلامة؛ قبل أن يكون مزعجاً ومربكاً للمختصين في أداء أعمالهم بالسرعة المطلوبة).

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store