Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد المرواني

رواتب المتقاعدين!!

A A
كنتُ أضحك كثيراً قبل التقاعد على نكتة تُساق بحق المتقاعدين، وما أكثرها، ولكن تتبُّع لمبات الكهرباء بالبيت، كان يُضحكني كثيراً.. فإذا أنا أشَدُّ تتبُّعاً ممَّن أدرج هذه النكتة على سبيل الضحك!!.

ظروف الحياة تغيَّرت، فما كان بالأمس بخمسة، أصبح الآن بعشرين، وفاتورة الكهرباء تضاعفت عدة مرات، وأصبح الماء بفاتورة، وتعدَّدت المصروفات وما زال المتقاعدون على رواتبهم ثابتين.

هناك نوعان من المتقاعدين، منهم مَن أطال الله في عمره وأمضى سنوات طويلة وهو في ركب المتقاعدين، وهؤلاء ربما تقاعدوا قبل تحسين سلم الرواتب.. وبالتالي رواتبهم في هذا التوقيت لا تكفي لمتطلبات الحياة، ويحتاجون إلى نظرة شمولية لتحسين رواتبهم، ليتساووا –على الأقل- بمن هم على نفس درجتهم الوظيفية، وتقاعدوا حالياً.

الحد الأدنى للمعاشات التقاعدية، هل هناك نظرة آنية لتحسين هذه المعاشات من قِبَل التأمينات الاجتماعية أو التقاعد؟، أم على أصحابها الانتظار -عدة سنوات- لحصر مَن بقي منهم على قيد الحياة، لعل وعسى أن لا يبقى منهم إلا القليل حسب أمنيات البعض، وكأنهم يصرفون معاشهم من جيوبهم؟!.

التقاعد يعني أن المواطن قدَّم ما عنده لوطنه، وأنه لم يعد لديه القدرة على مواصلة العمل، فكيف يرتاح إن لم تكن حوافز اجتهاده وإخلاصه على قدر عمله الذي قدمه سني خدمته.

هناك المتقاعدون الجدد، رواتبهم جيدة -ولله الحمد- نوعاً ما، ربما فئة المتقاعدين القدامى في حاجة آنية لوضع حوافز لزيادة رواتبهم، ومن الممكن في المستقبل القريب وضع زيادة لرواتب المتقاعدين «القُدَامَى والجدد معاً» كل خمس سنوات، ولو لمرة واحدة، حسب مقدار المعيشة وغلاء الأسعار أو ثباتها.

هناك فئات ربما نزل رواتبها بعد التقاعد إلى النصف، بعد زوال البدلات التي كانوا يتقاضونها أثناء خدمتهم مع تقاعدهم، ربما لو قُلِّصت البدلات للنصف مع الاستحقاق التقاعدي، سيكون التقاعد كافياً لنمط الحياة الآن.

المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية الآن -وقد تم نقل أغلب القطاعات إليها- تحتاج لإعادة صياغة كل ما سبق، من أجل حياة كريمة للمواطن المتقاعد الذي يستحق كل خير؛ نظراً لما قدَّمه لوطنه أثناء سني خدمته.

خاتمة:

تكمن معاناة المتقاعد في ثبات الراتب مع تغيُّر ظروف الحياة وتغيُّر أسعار السلع والخدمات المقدمة للمتقاعد، سواء الصحية أو المعيشية.. وغيرها، لذا ينتظر أصحاب المعاشات نظرة حانية لهم من قِبَل التأمينات الاجتماعية وكذلك التقاعد، حيث ضاقت ظروف حياتهم مع تغيُّر أسعار الخدمات المقدمة لهم.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store