بطولة الجمال الدولية

ربما يُغرِّد هذا المقال خارج السرب، لأنه يُنشر خلال بطولة العالم لكرة القدم «المونديال» في قطر، لكن عشمي في الجمال الذي يُمثِّل قيمة من القيم العليا، فالجمال ليس حكراً على الإنسان، وكما تُقام مسابقات الجمال للفتيات في دول العالم، تُقام مسابقات جمال لمخلوقاتٍ أخرى، لها خصائص جمالية، ومعايير تُحدّد تفوّق جمالها على أخرى من نفس الفصيلة، لذلك يتحدث مقالي اليوم عن بطولة منطقة مكة المكرمة الدولية الثالثة عشرة لجمال الجواد العربي 2022م، تنظيم مزرعة الصواري، 10- 12 نوفمبر 2022م، تحت إشراف مركز الملك عبدالعزيز للخيل العربية الأصيلة.

أسمى أهداف البطولة، كما ورد في مقدمة الكتاب المصور الذي وزع خلال البطولة على الحضور في المزرعة الرحبة الجميلة - مزرعة الصواري- رحابة وجمال أصحابها؛ بقلم رئيس اللجنة العليا المنظمة للبطولة هشام بن حسين باشا: (هو التأكيد على هويتنا العربية الإسلامية، وتأصيل موروثنا الوطني بشتى جوانبه، ومحاولة المحافظة والإبقاء عليه ليبقى ماثلا للأجيال المقبلة).

عندما كانت تصلني الدعوة في الأعوام الماضية، لم يكن لدي معرفة تُحفِّز رغبتي في الحضور، أو تتزامن مع موعد البطولة انشغالات أخرى كان يمكنني تجاوزها لو علمتُ مستوى المتعة البصرية، ودقة التنظيم، وجمال الخيول المعروضة، وحجم الحضور الذي يُؤكِّد أن الاهتمام بالخيول العربية سيظل نابضاً في وعي الأجيال، وفي وطن يضخ الوعي بأهمية الخيل العربي، الذي كان رفيقاً مخلصاً وقوياً وسنداً في الحرب والسلم، في السفر والحضر، في الجد واللهو، لما فيها من خصال الشرف والأصالة والأمانة، وتحقيق المنافع والزينة والبهاء.

لم أكن أتصور أن بطولة جمال الخيل العربي التي تقام سنوياً في مزرعة الصواري بجدة، أنها بطولة دولية، وأنها تضم منطقة مكة المكرمة، وعلى مدى ثلاثة أيام، يمكن أن تجتذب هذا الحضور الكثيف والصبور الذي يحضر من الرابعة عصرا إلى العاشرة مساء، حتى رأيته بعيني هذا العام، وتشاركت معه متعة مشاهدة الخيول خلال استعراض جمالها لتقييمها من اللجنة المختصة، وعرض النتائج بشكل فوري -إذاعةً وعرضاً- على الشاشة الكبرى الموجودة في ميدان المسابقة.

كانت بالفعل تجربة تستحق؛ فالوقت يمضي سريعا، لأنه مشحون بالعروض وإصدار النتائج والفقرات الاستعراضية للخيل بفارساتها مع الأعلام والأغاني الوطنية.

الخيل بجماله وانسياب جسده وشموخه وألوانه، زينة تبهج النفوس، خصوصاً لمن تدرب على ركوبه والتعامل معه، لذلك يتوسع رجال الأعمال -الذين يمتلكون الوعي بقيمة الخيل- في إنشاء المزارع التي توفر للراغبين التمتع بركوب الخيل والتعامل معه، وتدريب أبنائهم وبناتهم على ذلك.. فالخيل إرث الماضي، حيث الموطن الأصلي للخيل هو الجزيرة العربية، فهي عربية أصلا ونسبا.

مناطق جلوس الجماهير في مدرجات رحبة على طاولات دائرية، ليس مدرجات كما هي مدرجات مباريات كرة القدم فهي رغم جماهيريتها إلا أن زمنها لا يتجاوز الساعتين مع الاستراحة.

المسابقة تستعرض مختلف الفئات العمرية للخيول العربية الأصيلة من عمر المهرات، من عمر سنة وسنتين وثلاث سنوات، حتى الأفراس في تقسيمات فئوية من أعمار: 4-6، 7-9، 10 سنوات وما فوق، ثم الفحول من 7- 9، 10 سنوات، موزعة على ثلاثة أيام.

يتم منح النقاط للخيل المشاركة في المسابقة من كل فئة أثناء الهرولة، الوقوف والمشي، وفقا للتعليمات التي يصدرها مدير الميدان ولجنة الرقابة والانضباط، ويمنح الحكام النقاط لكل فئة بشكل مستقل؛ باستخدام المعايير التالية: النوع والرأس والعنق، والجسم والظهر، والقوائم والحركة، استناداً على نظام العشرين نقطة، مع أخذ نصف النقطة في الاعتبار. تُجمع النقاط التي يمنحها الحكام ثم تُقسم على عدد الحكام. ويعتمد عدد الخيل المتأهلة للبطولات على عدد الفئات المؤهلة لكل بطولة.

شكراً للكريمات جيهان إدريس، ميسون السراج، عبير خوجة على الدعوة الكريمة التي أدخلتني عالم بطولة جمال الخيول العربية، والاستمتاع بأجواء المسابقة وجمال الخيول العربية.