Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
فاتن محمد حسين

القوى الإسلامية الناعمة.. في المونديال القطري

A A
‏في بادرة غير مستغربة؛ وجَّه سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان جميع الوزارات والهيئات الحكومية في المملكة لتقديم أي دعم إضافي وتسهيلات تحتاج إليها الجهات النظيرة في دولة قطر الشقيقة لمساندة جهودها في استضافة بطولة كأس العالم ٢٠٢٢م. ولم يكتفِ بذلك، بل حضر حفل الافتتاح وتوشَّح الشعار القطري.. كما توشَّح سمو الأمير تميم علم السعودية في مباراة السعودية والأرجنتين والذي حققت فيه السعودية فوزاً تحدَّث عنه العالم. وهذا يؤكد أن هذا المونديال قد جمع القلوب ووحد الأهداف، ليس بين المملكة وقطر فحسب، بل بين شعوب العالمين العربي والإسلامي، بل وشعوب العالم بأجمعه، كقوةٍ ناعمة ربما لم تستطع تحقيقها جهود الهيئات والمنظمات الدولية.

وبالرغم من حملات التشويه التي قامت بها أوروبا ضد قطر قبل بدء الفعالية من اتهامات عن حقوق الإنسان، والتي دحضها رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم الحالي «جياني انفانتينو»، والذي قال: (أنا أوروبي وبسبب ما كُنَّا نفعله منذ 3000 سنة حول العالم، يجب أن نعتذر لنحو 3000 سنة قادمة قبل أن نُعطي دروسا أخلاقية).

والحق ما نطق به «انفانتينو».. فهو يعني ما قامت به أوروبا في بناء القصور والقلاع، والتي يستخدم فيها العبيد من إفريقيا وآسيا، وانتهاك حقوقهم لبناء حضارتهم الأوروبية على أكتاف أولئك الذين يستجدون رغيف خبزهم اليومي؛ فضلاً عن سرقتهم لخيرات الشعوب، من الألماس والذهب والمجوهرات من تلك المستعمرات، فبنوا حضارتهم على أنقاض الإنسان، الذي يُعاني حتى اليوم ظلم المستعمر، الذي لا يزال - وبأقنعة متنوعة - يمتص خيرات الشعوب.

وحقيقة، كان افتتاح مونديال قطر مبهراً كأول دولة عربية وإسلامية وفي منطقة الشرق الأوسط يُقام بها مثل هذا الحدث الذي اعتادت أوروبا الاستحواذ عليه، ومرات قليلة استضافته الأمريكتين وآسيا وجنوب إفريقيا؛ حيث بُدئ المونديال بالقرآن الكريم من المُلهم الطفل «غانم المفتاح»، وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة، لتعريفهم بعظمة الإسلام في احترام حقوق الإنسان، وحواره مع الممثل العالمي (مورغان فريمان)، وأن الإسلام يتَّسع للجميع، وأنه بالتسامح والاحترام يمكن أن نحيا معاًً تحت سقفٍ واحد، وأن الخيمة العربية تتَّسع للجميع.. والانطلاقة تدل على روعة التخطيط والإعداد المدعوم بالعروض الدعائية، واللوحات الفلكلورية والرمزية الراقصة، وفنون العرض لبث القيم الأخلاقية الإنسانية الخالدة، فلم يكن السماح لحضور المثليين واليهود إلا لجذبهم في محور القِيَم؛ وإعطائهم دروس في الحضارة الإسلامية، حيث استغلت قطر الحدث لتجعل منه منبراًً يتعرَّف من خلاله العالم على الإسلام؛ ففي كل ركن من أركان الملاعب، يوجد أحاديث نبوية عن سماحة الإسلام، وأعمال الخير، واحترام الآخرين. وفي كل غرفة من غرف الفنادق، يوجد باركود بفتحه يُعطي نبذة عن تعاليم الدين الإسلامي، بل الأجمل أن يصدح الآذان في جميع الملاعب من مؤذنين أصواتهم في غاية الروعة، مما يجذب الجماهير إلى ذلك الصوت والتساؤل عنه.. هذا بالإضافة إلى وضع الكتيّبات في الفنادق وبكافة اللغات عن الإسلام، ونبذة تعريفية عن الرسول محمد - صلى الله عليه وسلم - وقيمه وأخلاقه؛ هذا فضلاً عن توفير البنى التحتية الضخمة من دورات للمياه والمصليات وأماكن الوضوء، وهي بهذا تعمل على نشر الإسلام في العالم من خلال هؤلاء الذين حضروا، وسيكونون سفراء لبلادهم.

نعم (٨) مليارات شخص حول العالم يترقَّبون هذا المونديال، الذي يشارك فيه العالم أجمع، كما أن الشخصيات التي تم دعوتها لحضور المونديال وتقديم محاضرات هي شخصيات عالمية، مثل: الداعية عمر عبدالكافي، والداعية ذاكر نايك، للتعريف بالدين الإسلامي، وكذلك دعوة الشاب «وسام قطب»، وهو أحد مشاهير السوشيال ميديا الفلسطيني، للتعريف بالقضية الفلسطينية، وحق الشعب الفلسطيني في أرضه، وحق المسلمين في المقدسات الإسلامية. بل التعريف عن قيم الإسلام عملياً من خلال منع بيع الخمور بكافة أنواعها في الملاعب، ومنع استخدام شعارات المثليين، حتى أنه رفضت الطائرة الألمانية لأن عليها شعار الشواذ.. نعم تم دعوتهم للحضور هم واليهود، ولكن الهدف أعظم، وهو إطلاعهم على مبادئ الدين الإسلامي الحنيف.

بالرغم من إخفاق قطر في تحقيق الفوز على المنتخب الاكوادوري، والمنتخب السنغالي، ولكنها نجحت في تنظيم المونديال.. ‏فبهذه القوى الناعمة التي انتهجتها للدعوة لإسلامية.. ننتظر-بإذن الله- دخول الناس في دين الله أفواجاً.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store