Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أحمد عجب

رابطة جماهير المكسيك!!

A A
لك أن تتخيل عزيزي المواطن أنه أثناء خوض أبطالنا اللاعبين غمار مباريات دور المجموعات بكأس العالم، وأثناء مواجهتهم المصيرية مع منتخب الأرجنتين المرشح الأول، وأثناء استبسال حارس المرمى محمد العويس في صد الهجمات الخطيرة عن شباك مرمانا، وأثناء تعرض كابتن المنتخب سلمان الفرج لإصابة قوية اضطر على إثرها المدرب لاستبداله، وأثناء الاصطدام القوي الذي وقع بوجه الظهير الأيسر ياسر الشهراني وأدخله بغيبوبة تامة، كان هناك أشخاص محسوبون علينا يلهجون بالدعاء بأن يلحق منتخبنا الخسارة ولاعبينا الإصابة، فقط لأن المدرب لم يختر أو يشرك لاعبًا من فريقهم!!

لقد شكل فوز منتخبنا الساحق على الأرجنتين الذي كان يقوده الأسطورة ليونيل ميسي، تحولاً فكرياً غير مسبوق أربك إعدادات الكثير من المنشقين والمعارضين، لتصدر منهم لأول مرة عبارات الإطراء والثناء تجاه وطننا، وعلى النقيض تماماً أشعل ذلك الفوز التاريخي المفاجىء نار الحقد والغيرة بقلوب فقراوية الولاء والوطنية ليخرجوا بألسنتهم ما في قلوبهم من غل وبذاءة!!

لك أن تتخيل عزيزي المواطن: أن يظهر أحد السعوديين بمقطع مصور مرتدياً ثوب وشماغ ووجهه يشتاط غضباً من شدة زعله على فوز منتخبنا مبرراً ذلك بأن الأرجنتين لم تكن بمستواها ومتوعداً بهزيمة قاسية على يد بولندا، لك أن تتخيل عزيزي المواطن: ظهور سعودي آخر باستراحة لحظة سقوط الشهراني يدعو عليه وعلى بقية لاعبي الهلال بالإصابات الجسيمة، لك أن تتخيل عزيزي المواطن: ظهور سعودي بمدرج الأرجنتين يرتدي قميصهم ويردد أهازيجهم بمباراتهم ضد منتخبنا!!

مثل هؤلاء المواطنين المراهقين فكراً لا عمراً والذين يتعمدون تشجيع منتخبات تلعب ضد منتخبنا فقط لأن المدرب لم يختر أو يشرك لاعبًا من فريقهم، يجب سن لائحة جزائية يمكن من خلالها مسائلتهم ومعاقبتهم بفرض غرامة مالية يذهب ريعها لصندوق يتبنى تنظيم رحلات تشجيعية لمن لديهم غيرة وطنية للوقوف بجانب المنتخب أو أندية الوطن بالاستحقاقات الخارجية.

حين كان الإعلام مقتصراً على الوسائل الصحفية لم نكن نفرق بين لاعبي المنتخب على أساس الأندية التي يلعبون لها، فقد أحببنا جميعاً: صالح النعيمة، ماجد عبدالله، يوسف خميس، صالح خليفة، فهد المصيبيح، أحمد جميل، محمد الدعيع، خالد مسعد، يوسف الثنيان، محيسن الجمعان، وسامي الجابر، وغيرهم الكثير، وحين أصبح الإعلام مرتكزاً على المشاهير ومواقع التواصل تفشى وباء الدعم والتحيز فقط للاعب المنتخب متى كان من النادي المفضل!

إن قيام أي مواطن بتشجيع منتخب آخر ضد منتخبنا نكاية بالمدرب لأنه لم يختر أو يُشرك لاعب ناديه يعد خيانة عظمى لوطننا الذي يرفل بأمنه وينعم بخيراته، ومن لا يقف مع وطننا ببطولة كُرة قدم مستحيل يقف معه بميادين الشرف والجهاد، ويفترض وضع حد صارم لتعصبه وغبائه وحماقته!!

نعم يفترض إيقاف هؤلاء المشجعين المنشقين عند حدهم حتى لا يعتبرونه حقًا من حقوقهم وحتى لا نتفاجأ غداً بتنظيمهم لحملة رحلات تشجيعية تحت مسمى (رابطة جماهير المكسيك) تنطلق بباصات محملة للعاصمة القطرية الدوحة، مطلقين العنان هناك للأجواء اللاتينية الصاخبة، بتجمعهم بمنطقة سوق (واقف) لمؤازرة منتخب المكسيك ضد منتخبنا، متوشحين بالأعلام والقبعة المكسيكية الشهيرة المصبوغة باللونين الأخضر والأحمر ومتحدثين للقنوات الفضائية بكل ثقة وبجاحة عن أمانيهم العريضة بهزيمة منتخب بلادنا هزيمة ساحقة!!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store