Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م.سعيد الفرحة الغامدي

العولمة وتحركات الأحلاف..!

A A
من أهم آثار العولمة تسهيل إعادة تشكيل النظام العالمي على أسس تبتعد شيئًا فشيئًا عن الانغلاق على الداخل والتطرف والتركيز على الانفتاح على العالم وتبادل المصالح التي تعود على الدول الأطراف في النظام العالمي بفوائد جمة في إطار تبادل المنافع وتلاقح الحضارات الإنسانية.

فكرة ميثاق الأمم المتحدة الذي تنطق بنوده بضرورة تقارب الأمم والتعايش السلمي والتفاعل الحضاري بين المجتمعات الإنسانية ومن ذلك الميثاق انبثقت الأنشطة المتخصصة بأطر قانونية متكاملة ومتقاربة مع ميثاق الأمم المتحدة الأم وتركت المجال مفتوحًا لكل الدول للانضمام وقبول شروط اللعبة بحدها الأدنى وتطمح على الدوام إلى المثالية بحدها الأقصى من التقارب والتنافس والأخذ والعطاء.

النهضة التي تشهدها المملكة العربية السعودية بجرأة تستند لمقومات صلبة بصفتها القيادية بين دول العالمين العربي والإسلامي تمكنها من التحرك الإيجابي، وزيارة رئيس الصين وعقد اجتماع متعدد الأطراف مع دول مجلس التعاون الخليجي ودول الجامعة العربية يعد مثال نموذجي في العلاقات الدولية وذلك يحصل ضمن توافق استراتيجي بعيد المدى مبني على قاعدة تبادل المصالح بين الصين ثاني أكبر دول العالم اقتصاديًا وبين دول العالم العربي وعلى رأسها السعودية التي تربطها علاقات قوية وعميقة مع أمريكا (الهجمون) الآخر المسيطر على النظام العالمي منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، ولكن دوام الحال من المحال وسنة الحياة التغيير المستمر.

والصين في العقود الأخيرة ومن بداية القرن الحالي حققت إنجازات جبارة في مجال الصناعة والتصدير حتى أصبحت تنافس أمريكا على المكان الأول عالميًا وذلك لم يحصل في الخفاء بل كانت الشركات العالمية وعلى رأسها الأمريكية من أهم المستثمرين في الصين الناهضة بعد تخلصها من قيود الايدلوجيا الجامدة والانغلاق على الداخل والتخلف وأطلقت العنان لقدراتها الإبداعية ودخلت عالم العولمة من أوسع الأبواب.. اكتسحت منتجاتها العالم وارتقى اقتصادها إلى المرتبة الثانية عالميًا ومن يزور الصين ويرى التطور وحجم المنشآت وجودة الإنتاج والانضباط وتحسن الحياة الاجتماعية لا يملك إلا ان يزداد إعجابًا بما حققته الصين خلال ربع قرن من الزمن يصحب ذلك مرونة وتسهيلات مبهرة في التعاملات التجارية.

حجم السكان في الصين تحول من معضلة إنسانية إلى ميزة إيجابية لأن الكل يعمل ويعيش ويشارك في نهضة يراها واقع.. أنستهم آلام الماضي وأصبحت تحديات المستقبل شغلهم الشاغل.. وبالمثل نهضة المملكة العربية السعودية في العهد الجديد تتجاوز التحديات وتصنع المستقبل بثقة وطموح عالي في شتى المجالات والتقارب مع الصين أكبر دول العالم سكانًا واقتصادًا ومستورد للبترول يعزز مكانة المملكة عالميًا، ويجنب خياراتها الارتهان لتحالفات لا تراعي خصوصيتها وضرورات أمنها القومي وتحديات سباق التنمية المستدامة في ظل العولمة وتحركات الأحلاف بين الدول.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store