Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م.سعيد الفرحة الغامدي

انتهى الحفل.. وماذا بعد..؟!

A A
في الدوحة عاصمة دولة قطر العربية ذات المساحة الصغيرة والطموحات العالية شهد العالم ثلاثين يومًا وليلة من الأفراح والبهجة والانتصارات والهزائم من المنتخبات التي شاركت في مونديال كرة القدم ونهائي قمة كرة القدم التي بقيت المنفذ الوحيد للقاء والتنافس بأقل قدر من العنف والتسامح على أرض الملعب.. يفوز من يفوز ويخسر من يخسر والفصل بينهم صافرة الحكم وفي بعض الحالات (الفار VAR) الذي توفر تقنية المعلومات بموجبه بدقة واتقان علمي يصبح فصل الخصام ويقبل الجميع بالنتيجة حتى وإن كانت في بعض الحالات قاسية.

وفي آخر دورة لكأس العالم كما يبدو تغيرت مفاهيم وبقيت الحقائق التي تحسم النتائج والفارق أن الإعداد المبكر والمهارات وحسن الإدارة واللياقة البدنية والذكاء تعمل الفارق بين الفرق وأفراد المنتخبات المتنافسين في لعبة كرة القدم على المستطيل الأخضر.

قطر أول دولة عربية تستضيف نهائي كأس العالم أجادت وأتقنت وأبهرت وأمتعت وتفوقت على من سبقها ووضعت سقفا عاليا لمن سيأتي بعدها في استضافة المناسبة الكروية القمة.

حقق المنتخب السعودي فوزًا مذهلا وملهمًا ومحفزًا للمنتخبات الأخرى في أول مباراته على الأرجنتين الفائز بالجائزة الكبرى في المباراة النهائية التي شهدت صراع الأضداد المتكافئ في الوقت الرسمي بالتعادل والوقت الإضافي أيضاً وبقي الفصل النهائي من تراجيديا الفوز والخسارة لركلات الترجيح التي انتهت بفوز مستحق وخسارة غير مستحقة من وجهة نظري وتبقى الجدوى والانصاف بركلات الترجيح من الأسئلة الكبرى التي يتوجب على (الفيفا) ومنظمي مسابقات كرة القدم الإجابة عليها وعما إذا كانت ركلات الترجيح الحل الأمثل التي تقرر من هو الفائز في مباراة رائعة وبطولية من الطرفين بامتياز.

ومشهد الفرح والحزن يعبر عن ذلك بامتياز أيضاً لأن فوز الأرجنتين مستحق ولكن لاعب فرنسا المبدع وهداف الدورة (مبابي) الذي سجل ثلاثة أهداف في المباراة بالإضافة إلى ركلة ترجيح لا يستحق أن يخسر في النهائي المذهل والمثير بامتياز على وجه الخصوص بعيداً عن العواطف والتحيزات الشخصية.

كما أن من يصل إلى المربع الذهبي مثل منتخب المغرب البطل الذي شرف العرب وافريقيا بأدائه المتميز الذي كان من أبرز مفاجآت كأس العالم يستحق أن ينال جائزة ولا يذهب بصمت وحسرة.. كما أن العنف والخشونة وسوء التحكيم مثل الذي تعرض له المنتخب السعودي مع بولندا وكذلك غيره من المنتخبات.. يتطلب مراجعة دقيقة من قبل (الفيفا).

وآخر القول انتهى الحفل.. وماذا بعد؟

إن مشهد كأس العالم يلخص المرحلة بين فرح وحزن في عالم تتجاذبه الأحزان ومن بين شعاع الأنوار بزوغ مختصر للفرح وتراجيديا الإنسان مستمرة في كل مكان من العالم على وجه الأرض وحتى في الفضاء الخارجي وعلى سطح القمر يطارد الإنسان تحقيق أحلامه ويفجر دموعه فرحاً وحزناً..!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store