Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالله الجميلي

صفعات ذلك النمر.. وشهداء الخبرة والكيرم!!

A A
* تحكي إحدى الأساطير أن (ثوراً) كان مضطهداً من (النمر)؛ فكلَّما التقى به، وجَّه له لكمة خطافية؛ والسبب: لأنه لم يلبس الطاقية؛ ومع استمرار معاناة (ذلك الثور الغلبان) ذهب لـ(الأسد) قائلاً: يا زعيم الغابة، لقد تسلَّط عليَّ (النمر)؛ فدائماً يلكمني بحجة عدم لبسي للطاقية؛ وأنت تعلم يا سيدي بأن (تلك الطاقية) لا تركب على (رأسي الكبير وقرني الطويلين)؛ فأرجوك ارفع الظلم عني؛ فأجابه (سيد الغابة): حسناً، سأنظر في شكواك، فانصرف!.

*****

* وهنا استدعى (الأسد) ذلك (النمر المفتري) قائلاً له: لماذا تضرب (الثور)، فقد اشتكى منك، رد (النمر) بازدراء وخيلاء، إنما أضربه هكذا لأنه لا يعجبني؛ فقهقه (الأسد) وقال: وأنا مثلك فهو لا يعجبني؛ ولكن حاول أن تجد مبرراً معقولاً لصفعه؛ مثلا: اطلب منه أن يحضر لك تفاحة، فإذا جاء بها حمراء (الطمه)؛ لأنه لم يأتِ بها خضراء، وإذا أحضرها خضراء فبادره بـ(بوكس)، لأنها لم تكن حمراء، أُعجَب (النمر) بالفكرة، وما هي إلا ساعات ويُقابل (الثور)، فسارعه: هيا أحضر لي تفاحة، فسأله: يا مولاي هل تريدها حمراء أم خضراء؟، وهنا لكمه (النمر) بعنفٍ وهو يصيح في وجهه: ليش ما أنت لابس (طاقية)؟.

*****

* هذه الحكاية -مع الفارق والتقدير لكل شباب وفتيات الوطن- تنطبق تماماً على سعودة المناصب القيادية في القطاع الخاص؛ فـ(الوافد) الذي قد يدير فعلياً رأس المال في العديد المؤسسات الكبرى، أو يتربَّع فيها على كرسي المسؤولية واتخاذ القرار، لا يريد (الشباب السعودي)، ولا يعجبونه؛ ولاسيما أنهم سيُنافسونه؛ وبالتالي فهو يطردهم ويلكمهم بمختلف الأعذار؛ فأيًّا كانت مؤهلاتهم وإمكاناتهم وشهاداتهم، ومهما فعلوا، فهو يُسقطهم بأعذارٍ وشروط تعجيزية، كـ(خبرة السنوات الطويلة التي راح شهيداً لها شريحة واسعة من شبابنا)، وربما اشترط (التحدُّث والكتابة باللغتين «السنسكريتية أو الفرعونية»، أو حتى إجادة لعبة الكيرم بأصابع القدم اليسرى)!.

*****

* هذا الموضوع أو تلك الأزمة سبق وطرحتها مراراً في هذه الزاوية؛ فنعم (الجهات المسؤولة)، ولاسيما في السنوات الأخيرة، جادة في خلق الوظائف لـ(الشباب السعودي) في قطاعنا الخاص؛ سعياً لمكافحة البطالة؛ وذلك من خلال العديد من الخطوات والقرارات الصارمة التي منها: اقتصار بعض المهن على (السعوديين)؛ ولكن الملموس أن تلك الجهود والخطوات لم تصل حتى يومنا هذا للمناصب القيادية والنوعية في الشركات والمؤسسات الكبرى، والتي لا تزال تحت سيطرة (الوافدين)؛ وهذا ما أكدته رسائل تلقيتها من مجموعة من الشباب المؤهلين والمبدعين والمتحمسين للعطاء؛ فما أرجوه أن تنتبه المؤسسات المعنية لذلك؛ وأن ترد لذلك (النمر) صفعاته ولكماته التي ظل يُواجه بها طموح (شبابنا) لسنواتٍ طويلة، (وسلامتكم طلبقكم الله ودمعزكم).

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store