إنجاز كبير قامت به دولة قطر، ونجاحٌ باهر حقَّقته في الإعداد والتجهيز والتنفيذ والإخراج لبطولة كأس العالم الأولى عربياً، والحقيقة على مدار شهر كامل تحدَّث الإعلام المحلي والإسلامي والعالمي عن الإنجاز الكبير لدولةٍ عربية، صغيرة المساحة وعدد السكان، لكنها أنجزت ونجحت وأنفقت البلايين في تطوير البنية التحتية والخطط اللوجستية لمناسبةٍ لم تتجاوز ثلاثين يوماً، لزوار مشجعين قد يكون وصل عددهم ثلاثة ملايين، نجحت في إدارة هذه الحشود بتميُّز.
وبهذه المناسبة، أود أن أُسجِّل للمملكة العربية السعودية عظيم إنجازها في استقبال ثلاثين مليون مسلم معتمر وحاج وزائر للمقدسات الإسلامية، وقرابة مليون مصلٍ كل جمعة في الحرم المكي والنبوي، ومليون مصلٍ في كل فرض في كل يوم في شهر رمضان، وحوالى اثنين مليون حاج في أربعة أيام الحج، يوم عرفة وثلاثة أيام منى، بخططٍ احترافية، وتنظيم ليس له مثيل في العالم لكل يوم وكل رمضان وكل حج لكل عام. هذا هو الإنجاز الحقيقي للقيادة السعودية الذي ينبغي أن نُلقي عليه الضوء عالمياً، لأنه فعلاً يعتبر ضمن العلوم التي تُدرَّس في فنون إدارة الحشود وضمان سلامتها، واستخدامها جميعاً في فترةٍ واحدة دون حوادث تُذكر، يُرافقها إنفاق عظيم في البنية التحتية لخدمة الملايين من المسلمين القادمين للمملكة لأداء الحج والعمرة، وتكريس التقنية والتوسُّع في استخداماتها.
وقد كان لإنشاء مبادرات التحوُّل الرقمي والتطبيقات الذكية لخدمة الحجاج والمعتمرين أكبر الأثر في توفير الوقت والجهد وتسهيل الإجراءات وتسريعها، وتقديم الخدمات بدقةٍ عالية، وبأسلوبٍ حضاري راقي، بما يتماشى مع رؤية المملكة 2030، وبمواصفات عالمية تُواكب العصر، وتُسهِّل أداء المناسك الدينية لضيوف الرحمن.
حقيقة، نفتخر بها، وإن لم يُعطها الإعلام الحجم الكبير في التعريف بها؛ إلا أنها إنجازات أعظم وأكبر من أي تنظيم عالمي لتجمُّعاتٍ بشرية.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
