Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م.سعيد الفرحة الغامدي

طالبان وتعليم المرأة...!

A A
يبدو أن السبل ضاقت بنظام طالبان ولم يعد أمامهم إلا الانحراف على المرأة نصف المجتمع في أي مكان على كوكب الأرض.. أو أنهم تأثروا بما تفعله جارتهم إيران لدرجة فرضت عليهم اتخاذ إجراءات صارمة لمنع المرأة من التعليم.

تحركات غريبة وشاذة في عالم العولمة حيث لم يعد بإمكان أي قوة قهرية حجب المعلومات صغيرها وكبيرة عن الإنسان ناهيك أن المجتمعات أصبح بإمكانها التعلم والعمل عن بعد بفضل ما توفره التقنية والإبداع في ابتكار الوسائل والمواصلات العابرة للحدود عبر الأثير.

قمعت المرأة في إيران بسبب الحجاب وتطورت ردود الفعل إلى انتفاضة شعبية وشجب دولي متصاعد ضد النظام الإيراني.. كما أن ما تقوم به طالبان في أفغانستان لا يختلف عن أساليب قمع المرأة في ذلك البلد الذي لم يهنأ شعبه بالأمن والاستقرار منذ أكثر من نصف قرن من الزمن عندما كان الصراع على إجلاء الروس ومن بعد تمكن التطرف الذي أدى للتواجد الأمريكي لمدة عقدين من الزمن أبعدت طالبان عن المشهد وفي النهاية سلمته البلد وانسحبت القوات الأمريكية بشكل مهين شبيه لما حصل لها في فيتنام حتى أصبح الانسحاب الأمريكي عادة تكررها في سياساتها الخارجية.. انسحبت من العراق وسلمته لإيران وانسحبت من أفغانستان وسلمته لطالبان التي عادت لعادتها القديمة في قمع الشعب ونشر الفوضى وانعدام الأمن والاستقرار في كلا الحالتين.

تعليم المرأة حق مشروع في كل المجتمعات الإنسانية والإسلام أصَّل لذلك من البداية، ولا يوجد أي مبرر يعطي طالبان أو غيرها من الحركات المتطرفة منع المرأة من التعليم.. وسيؤدي ما تفعله طالبان إلى مزيد من الفوضى والاضطرابات والعزلة الدولية والمتضرر الشعب الأفغاني بعمومه رجال ونساء.

إيران حالة استثنائية بكل المقاييس الإنسانية، ومن المتوقع أن الحل الوحيد الذي سيصل إليه شعب إيران هو إزاحة النظام مثل الذي حصل للأنظمة السابقة.

وبحكم الجوار (إيران وأفغانستان) فإن التشابه في التركيز على قمع النساء العنصر الأضعف في المجتمع مقصود من الطرفين لأغراض سياسية مع اختلاف المذهب الديني في البلدين إيران شيعي وفي أفغانستان سني.

المواقف الدولية من تصرفات طالبان أصبحت واضحة حيث لا تهاون ولا مفر من الضغط بكل الوسائل لإجبارهم على العدول عن حرمان المرأة من التعليم وإذا أصرت على موقفها فإن العام الميلادي الجديد سيشهد المزيد من الصراعات والتصعيد في داخل المجتمع الأفغاني ومزيد من التداعيات الحازمة لقراراتها على المسرح الدولي.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store