Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. علي آل شرمة

مشكلة الإيواء بنجران.. تعوق نهضتها!

A A
كثر الحديث خلال الفترة الماضية عن قلة أعداد الشقق المفروشة المتميزة في منطقة نجران على وجه العموم، ونجران المدينة خاصة، وهو ما يعوق إحداث الطفرة السياحية التي تُركِّز الدولة على تحقيقها في كافة المناطق، والتي من أول الاشتراطات اللازمة لإنجازها؛ توفُّر الشقق الفندقية وغيرها من مرافق الإيواء.

وإن كانت العديد من المدن السعودية تعاني من هذه المشكلة، إلا أنها تبدو في نجران أكثر وضوحاً، فعلى الرغم من النهضة التي تشهدها كافة أنحاء المنطقة، إلا أن استثمار القطاع الخاص في هذا المجال لا يزال دون المستوى المأمول لأسبابٍ كثيرة، من بينها زيادة تكاليف البناء، وقلة المقومات السياحية، وكذلك عوامل الجذب للزوار والسائحين.

كذلك من المشكلات التي تحول دون وجود شقق مفروشة وفندقية كافية؛ عدم السماح بتعدد الأدوار للمباني المستهدفة للاستثمار حسب النظام في الأمانة، وصغر مساحات الأراضي لبعض المواقع المستهدفة لهذا النشاط، والتي لا تتيح وجود مساحات كافية لمواقف السيارات.

ومع أن نجران تحفل بالعديد من المواقع الأثرية الفريدة؛ التي يمكن أن تُشكِّل عامل جذب كبير للسياح من الدول الخليجية والعربية، ومن كافة أنحاء العالم، مثل موقع الأخدود وغابة سقام وآبار حمى وغيرها، إلا أن تلك المناطق التي تضم هذه المواقع الفريدة تخلو من الشقق الفندقية التي تتركَّز في وسط المدينة.

ومع الجهود الضخمة التي تبذلها إمارة منطقة نجران لتفعيل الأنشطة السياحية، فإن هناك حاجة ماسة لتنظيم هذا القطاع الإستراتيجي، حيث وجود العديد من الشقق الفندقية التي تعمل دون وجود تراخيص أو بتراخيص منتهية الصلاحية، إضافةً إلى مراقبة عدم وجود تفاوت في الأسعار، والالتزام بموجهات الجهات الرسمية في هذا الصدد، لا سيما في أوقات الذروة، لأن استقرار الأسعار يغري السياح بزيارة المنطقة مرات عديدة.

كذلك فإن من الخطوات الضرورية لإنعاش النشاط السياحي في المنطقة، الاهتمام بإيجاد برامج ترفيهية عصرية جاذبة تكون مقنعة لإنسان المنطقة قبل زوارها، فالأنشطة السياحية التي تشهدها نجران تعاني من الروتين والتكرار، فالسياحة لم تعد كما كانت في الماضي، ولم يعد الزوار يهتمون بمجرد البحث عن المناظر والأماكن الطبيعية فقط، بل يركزون على وجود منظومة متكاملة من الخدمات المرافقة.

أولى حلقات تلك المنظومة تكمن في الاهتمام بإنشاء فنادق من فئة الخمس نجوم، حيث يلاحظ افتقار المنطقة لهذه المرافق رغم أهميتها، كذلك لا بد من الاهتمام بوجود برامج ترفيهية جاذبة تدفع العائلات لزيارة المنطقة، على أن تكون بصورة مبتكرة ومقنعة للأجيال الجديدة التي أتاحت لها ثورة الاتصالات التعرف والاطلاع على ما يحدث في بقية المناطق من برامج وأنشطة، ومن ثم المقارنة بينها.

ولوضع هذه البرامج، نحتاج فقط إلى عقليات مبدعة، فالمنطقة بحمد الله تتمتع ببيئة جاذبة ومتفردة تستطيع أن تجذب السياح من داخل وخارج المملكة، فبالإضافة إلى المواقع الأثرية التي لا يوجد لها مثيل في أي منطقة أخرى في العالم، فإن نجران تتمتع ولله الحمد بمساحاتها المترامية والأنواع الثرية من الأنماط البيئية، ما بين صحارى ذهبية وجبال شاهقة وأجواء معتدلة. كذلك، فإن تلك المواقع الفريدة تحفل بقصص تاريخية معبّرة، ينبغي أن يوجد مرشدون على درجة عالية من التأهيل والكفاءة لشرحها للزوار، وتقديمها في قوالب مقنعة، إضافة للاستعداد للإجابة بصورة صحيحة عن استفسارات الزوار وإطلاعهم على أهمية تلك الأماكن الأثرية والتاريخية، وإمكاناتها وأهميتها من حيث الآثار والتاريخ وحضارة الشعوب.

وللحقيقة، فقد بذل أمير منطقة نجران صاحب السمو الأمير جلوي بن عبدالعزيز بن مساعد جهوداً حقيقية لترقية الواقع السياحي في نجران، وقدم إسهامات كثيرة في هذا المجال، وقام بتسخير علاقاته الشخصية لإنجاز كل ما يؤدي إلى ازدهاره وتطوره، وذلك إيماناً بأن تحقيق النهضة في هذا القطاع الحيوي يُمكنه أن يسهم كثيراً في تنمية المنطقة، وإيجاد مداخيل جديدة، سوف تؤدي حتماً إلى رفع مستوى معيشة مواطني نجران، ويُوجِد فرص وظيفية متميزة للشباب، هذه الجهود ينبغي أن تقابل بالمزيد من التجاوب من قبل القطاع الخاص حتى تكتمل، وتُحقِّق الهدف المنشود منها.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store