Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. علي آل شرمة

قوات الأمن.. تصفع تجار السموم

A A
لم تشأ عصابات الشر والإجرام أن ينتهي عام 2022 إلا وهي تحاول من جديد مساعيها الخائبة لتهريب المخدرات إلى أرض الحرمين الشريفين، حيث كرَّرت محاولاتها الشيطانية لتهريب تلك السموم، فقد أعلنت هيئة الزكاة والضريبة والجمارك في المملكة إحباط محاولتين يوم الثلاثين من ديسمبر المنقضي؛ لتهريب قرابة 3 ملايين حبة كبتاجون في إرساليتين، عبر منفذ الربع الخالي، مخبَّأة داخل إرسالية كابلات كهربائية، حيث تم إخفاء السموم داخل تجاويف الكابلات. كما تم في ذات التاريخ إحباط محاولة لتهريب 24 ألف حبة كبتاجون عبر منفذ الحديثة، كانت مخبَّأة داخل «عمود الدوران» الخاص بإحدى الشاحنات، التي كانت تحاول الدخول عبر المنفذ.

الهيئة أعلنت أن الضبطية تأتي نتيجة لتنسيق متكامل بينها وبين وزارة الداخلية، ممثَّلة في المديرية العامة لمكافحة المخدرات، حيث تم ضبط الجهة التي كانت سوف تستقبل المضبوطات داخل المملكة، وتفكيك شبكتها الإجرامية.

وإن كانت المخدرات مشكلة عالمية تعاني منها كافة دول العالم، وتقف وراءها عصابات عابرة للقارات تُحاول الاستفادة من العائدات التي تبلغ مئات المليارات من الدولارات من هذه التجارة المحرَّمة، فإن هناك جهات أخرى تُحاول استخدام هذه التجارة كسلاح ضمن مؤامرة متكاملة الأركان، لتحقيق أهداف عدائية.

لتأكيد هذا الرأي، فإن هناك العديد من المؤشرات التي ينبغي التوقف عندها، وتحليل مفرداتها، فمعظم شحنات المخدرات التي تم ضبطها خلال محاولات إدخالها إلى المملكة عبر المنافذ المختلفة؛ تأتي من دولتين اثنتين هما لبنان وسورية. كذلك أثبتت التحريات التي قامت بها الأجهزة الأمنية المختصة أن حزب الله يقف وراء تكرار هذه المحاولات بإصرارٍ عجيب، رغم الفشل المتكرر.

ومن المعلوم أن الحزب الإرهابي يعتمد على المخدرات لتمويل أنشطته الإجرامية، وتشير التقارير إلى أن ما يتجاوز 70% من إيراداته المالية تأتي من تجارة السموم، فمصانعه معروفة في جنوب لبنان، ومزارعه تنتشر في القلمون الغربي وتل كلخ والقصير وريف حمص ووادي بردى في سورية، وهذه المناطق خاضعة لمليشياته المسلحة.

لذلك، فإن الحزب الذي يمارس دور العمالة دون حياء؛ أراد أن يُحقِّق العديد من أهدافه الشريرة ضد المملكة، التي تقف في وجه تدخُّلاته السالبة في شؤون المنطقة، ولمَّا فشل الحزب في تمرير أجندة أسياده في إيران، فقد لجأ للانتقام من السعودية عبر محاولة تدمير وإضعاف شبابها بهذه السموم، لأن الشباب هم أعزَّ ما تمتلكه الأمم، وأغلى ما تكتنزه الشعوب.

كذلك، فإن محاولات تهريب المخدرات إلى الأراضي السعودية كانت ستتوقف لو أنها تتم في إطار مجرد تجارة محرَّمة، لا سيما بعد تكرار الفشل وسقوط الكثير من المهربين، وكان التجار سيُحاولون العمل في دولةٍ أخرى، خصوصاً في ظل وجود أجهزة متطورة وعالية التقنية، تستخدمها الأجهزة المختصة بمراقبة المنافذ والحدود، والتي يستحيل عملياً معها نجاح أي محاولة تهريب.

لكن، لأنها حلقة ضمن مخطّط شرير متعدِّد الأركان لمحاربة المملكة، فقد واصل تجار السموم محاولاتهم المحمومة التي تتخذ حيلاً شيطانية لا تخطر على عقل إنسان، كإدخالها ضمن الفواكه أو المنتجات الصناعية، أو داخل أحشاء المهربين، حيث تجاوزت كمية المضبوطات عدة أطنان، ولا تكاد السلطات السعودية تُعلن عن ضبط محاولة حتى يلجأ تجار السموم إلى محاولةٍ أخرى بوسائل مختلفة، وعبر خطوط تهريب جديدة.

قطعاً، فإن أولئك الذين امتلأت قلوبهم بالحقد والغل حتى فاضت، لن يتوقفوا عن محاولاتهم الشريرة، فقد ساءهم أن تُحقِّق هذه البلاد «النهضة والتنمية»، وأن تتمتع بالاستقرار الاقتصادي والأمن، فلم يجدوا سبيلاً للإعراب عن أحقادهم سوى محاولة ضرب المملكة في شبابها، وتحويلهم إلى مجموعة من العاطلين الذين يعيشون عبئاً على المجتمع.

لكن جنود الوطن من عناصر الداخلية ورجال الأمن الذين نذروا أنفسهم لحماية أمن هذه البلاد المباركة، التي أكرمها الله تعالى بأن جعلها حاضنة حرميه الشريفين، وأرض رسالة الإسلام، سوف يُواصلون مهمتهم السامية، ويُحقِّقون النجاحات المتلاحقة، ويُلقِّنون أعداء الوطن دروساً متجددة في التضحية ونكران الذات.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store