Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أحمد عبدالرحمن العرفج

المصير والتغيير

الحبر الأصفر

A A
تقول الدراسات إن أغلب البشر يطمحون إلى التغيير، ولكن رغبة التغيير لا تتجاوز حدود الأماني، حيث أثبتت الدراسات أن الذين يتغيرون فعلاً لا يتجاوزون 2% وقد ترتفع النسبة إلى 4% إذا حصل طالب التغيير على دورات متقدمة في فنّ التغيير. كما أن الدرسات تثبت أن الأطفال الصغار

يتغيرون بشكل سريع جداً يفوق الكبار، ومن هنا تأتي أهمية التربية في الصغر التي هي بمثابة النقش على الحجر.. ما علينا! ونظراً لأهمية التغيير فإنني سأذكر أبرز العوامل التي تساعد على التغيير وفق علماء التنمية البشرية في الشرق والغرب.

أولاً: الإحساس الملحّ بالحاجة إلى التغيير، فالإنسان لا يمكن أن يتغيّر طالما ليس لديه الحافز أو الرغبة في التغيير.

ثانياً: من الجيد أن يقود التغيير فريقٌ وجماعةٌ وليس فرداً، لأن التغيير سيكون أسرع وأكثر فعالية.

ثالثاً: من الجيد ألا يؤخذ التغيير بالتدريج، خاصة في مجال الجماعات، لأنه إذا صار بالتدريج تبرد الهمم وتحدث مقاومة التغيير، هذا بالنسبة للجماعات، أما بالنسبة للأفراد فالتغيير بالتدرج أفضل.

رابعاً -وهو المهم-: التواصل مع الناس، وإقناعهم بأهمية التغيير وضرورته، والفوائد التي سيجنونها من التغيير، بمعنى من المعاني: إشراكهم في الأمر، وجعلهم فاعلين ومتفاعلين بدلاً من أن يكونوا مجرد متلقّين.

خامساً وأخيراً: لا بدّ من وضوح الرؤية والهدف، بحيث يعرف المجتمع الهدف من التغيير، والرؤية التي يصبو إليها التغيير، ونسبة النجاح في هذا التغيير، مع بيان التكلفة التي ستترتّب على المجتمع إذا لم يتغيّر، وهناك قانون مشهور ومعروف من قوانين التغيير يقول: إن كلفة التغيير غالية، ولكن كلفة عدم التغيير أغلى.

حسناً، ماذا بقي؟

بقي القول: يا قوم هذه لمحة سريعة عن التغيير ومحفّزاته، وأنا -ولله الحمد- كلّ يوم أتغيّر، وكأنني الشاعر كثيّر عزّة عندما عاتبته حبيبته قائلة: لماذا تغيّرت؟ فردّ عليها قائلاً:

وقد زعمَتْ أنّي تغيَّرتُ بعدها

ومَنْ ذا الذي -يا عزّ- لا يتغيَّرُ؟

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store