Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالله الجميلي

براءةٌ لمطرنا.. فمن أغرقنا؟!

A A
* (سيراليون)، دولة تقع في جنوب غرب قارة إفريقيا، تُمزِّق أوصالها في غالب الزمن الانقلابات العسكرية، والصراعات الأهلية، وهي دولة فقيرة بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معان، وفي عاصمتها (فريتاون) عشت شهرين في سنتين متواليتين؛ وحينها كان موسم سقوط الأمطار التي تنهمر من السماء؛ وكأنها (نافورة العزيزة جدة)، وهذا يستمر لأيامٍ متواصلة؛ ورغم ضعف الإمكانات إلا أن الحياة تمضي طبيعية، والناس تُمارس حياتها دون عناء، فمياه الأمطار تتسابق حُبلى بالفرح من خلال فتحات في جانب الطرق متجهة إلى البحر، دقائق من توقُّف المطر؛ فلا غرق، ولا مستنقعات أو برك من الماء؛ وذلك التخطيط والتصميم ودقة التنفيذ؛ إنما هو من بقايا الاستعمار الإنجليزي!!.

*****

* أمطار سيراليون، وانسيابية أمطارها رغم فقرها تُغلق الأبواب والنوافذ أمام كل التبريرات تجاه ما يحدث في طُرقات طائفة من مُدننا وميادينها في مواسم الأمطار؛ التي تتحوَّل إلى بحيرات ومستنقعات تصطاد المركبات، وسيول جارفة تقتحم الأحياء والمنازل؛ فإلى بعض مسؤولي المؤسسات الخدمية: أرجوكم لا تعتذروا بالمفاجأة؛ فقدوم الأمطار ترصدها حتى الأجهزة الذكية الشخصية؛ مُنذرة بقرب الأخطار؛ وتكفُون لا تلقوا بالتهمة على غزارة (أمطارنا)؛ فشقيقتُها (فريتاون) تُقدمُ لها شهادة البراءة!.

*****

* وأسألكم بالله، لا تقولوا إنه القضاء والقدر؛ فنعم نؤمن بهما بالتأكيد؛ لكن ما حدث ويحدث في بعض مدن بلادنا جراء الأمطار؛ ما هو إلا من صنع البشر، وأناشدكم لا ترددوا بأن الابتلاء والمعاصي والذنوب هي السبب؛ فهناك في (فريتاون) قلة من مسلمين، ونصارى وعبدة وثن، وأمطارهم عمار؛ لا موت فيها، ولا دمار!.

*****

* صدقوني المُدانُ في غرق (مُدننا) محصلة فساد سابق؛ مازالت حكومتنا الرشيدة بقيادة سلمان الحزم وولي عهده الأمين محمد المجد جادة في ملاحقته صباح مساء؛ فـ(المُتهمُ) هنا هو ذاك المسؤول في تلك المؤسسة الخدمية الذي سمح (للهوامير إياهم) بصناعة الأحياء والمخططات في بطون الأودية؛ دون وسائل لتصريف المياه؛ فالمهم بيع المخطط؛ وليذهب مَن يسكنه بعد ذلك غير مأسوف عليه لقاع الوادي أو البحر!!.

*****

* و(المتهم) هو من أرسى تنفيذ المشروعات على مؤسسات (الهوامير إياهم) بمئات المليارات؛ التي صبت في حساباتهم؛ أما المشروعات فنفذتها (مؤسسات الباطن الصغيرة) بأقل المواصفات والمقاييس؛ وذلك لتأكل من بقايا فتاتهم، و(المتهم) هو من استلم تلك المشروعات، وباركها، وصادق على دقة تنفيذها وسلامتها!!.

*****

* أخيراً، كفى بالمطر واعظاً وكاشفاً للمستور؛ ومُميطا اللثام عن فساد سابق أغرقنا.. ويبقى: وفق الله ولي عهدنا الأمين الأمير محمد بن سلمان وسدَّد خُطاه، وسموّه المخلص في نسف الفساد واجتثاث ماضيه وجذوره، وأعان الله هيئة الرقابة ومكافحة الفساد «نزاهة» على ملاحقة الفاسدين؛ فـ(المطر) قدم لهم الكثير من الملفات؛ وسلامتكُم (طلبقكُمُ اللهُ ودمعزكُم).

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store