Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م.سعيد الفرحة الغامدي

هل من إستراتيجية عربية.. في العام الجديد؟

A A
يدخل العالم العربي عام 2023 في جو لازال ملبدًا بالغيوم السياسية في غياب إستراتيجية عربية واضحة المعالم.. يصاحبها برنامج تمويل وخارطة طريق للتنفيذ.. ويكون هناك اتفاق وتوافق لوضع أولويات وتغليب المصالح العربية الشاملة على المصالح الضيقة المتنافرة بسبب خلافات داخلية وحدودية يعمل صناعها على إعاقة العمل العربي المشترك بتأثير تدخلات خارجية كلها مرتبطة بتحديات الصراع على السلطة في المقام الأول بداية من العراق وسوريا ولبنان واليمن وليبيا وتونس والصومال والسودان.

وقد كان الأمل معلقًا على اجتماع القمة للجامعة العربية الذي انعقد في الجزائر في مطلع نوفمبر عام 2022م ولكن غياب التوافق بين الجزائر والمغرب أحبط أي تقدم حقيقي على كل المسارات وانتهت الدورة مثل سابقاتها بمجاملات بروتوكولية لا غير.. وحتى مجلس التعاون الخليجي يسير بالحد الأدنى من التوافق ولكن التنمية تسير على قدم وساق تدعمها الوفرة المادية والأمن والاستقرار والتركيز في دول الخليج العربي الست أعضاء المجلس (السعودية والامارات والكويت وعمان وقطر والبحرين) على التنمية المستدامة.

وإذا بقيت الجامعة العربية على حالها شبه مشلولة ومنظمة التعاون الإسلامي كذلك فإن العمل الدبلوماسي العربي والإسلامي يبقى معرضًا للابتزاز الخارجي ومناورات الأحلاف الانتهازية في غياب إستراتيجية عربية والعمل الموحد.

والعالم العربي ليس عالة على العالم فله تاريخ عريق وموقع إستراتيجي يربط بين قارات العالم وموارد إستراتيجية لا غنى عنها لحياة الإنسان واقتصاد الأمم وبها مهبط الوحي في الجزيرة العربية وارتباط العالم الإسلامي بمكة والمدينة المنورة ومشاركتها في حضارة الكون شاهد على وجودها ومشاركتها الإيجابية عبر العصور برغم كل التحديات التي تواجهها وعوائق المد والجزر الذي تعرضت له عبر العصور لا زال وجودها لاعبًا أساسيًا في عالم السياسة والاقتصاد العالمي.. ولهذا تتجاذبها الأطماع من كل الاتجاهات بسبب المصالح العميقة للدول الكبرى في المنطقة على امتداد جغرافيتها الشاسعة والمتواصلة من بحر العرب إلى المحيط الأطلسي، وقد شاهد العالم الانبهار الإعلامي في دورة مونديال كأس العالم لكرة القدم الأخيرة في دولة قطر تنظيمًا وإدارةً وتسهيلات.

كما أن الحجاج والمعتمرين من كل دول العالم يشهدون باستمرار ما توفره المملكة العربية السعودية لخدمة الحرمين الشريفين في مكة المكرمة والمدينة المنورة في مواسم الحج والعمرة وعلى مدار العام.. وجدير بالأمة العربية أن تتحد حول عوامل ومقومات النجاح وتبني إستراتيجيتها المستقبلية للحاق بالعالم المتطور تواكب وتدافع عن أمنها واستقرارها بوحدة شاملة بعيدًا عن التشرذم والأطماع الفردية والصراعات على السلطة التي مزقت وحدتها وجعلتها مقصدًا سهل المنال لأطماع أعدائها.

وإستراتيجية المستقبل المنشودة تتطلب رؤى واضحة، وبرنامج تمويل، وخطة طريق للتنفيذ وتحقيق الأهداف الإستراتيجية المنشودة لتلبية طموحات ورغبات الأجيال القادمة ونبذ التيه والفوضى والعزف المنفرد في عصر العولمة والتفوق العلمي الذي يُبنى على تراث الأمة ومجدها التليد.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store